Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 6-9)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاءً } وَصْفُ ما يكون يومَ القيامةِ بَيْنَ الكُفَّار وأصنامهم من التَّبَرِّي والمُنَاكَرَةِ ، وقد بُيِّنَ ذلك في غير هذه الآية . { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا } أي : آيات القرآن ، { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ } يعني : القرآن { هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي : يُفَرِّقُ بين المرءِ وَبَنِيهِ . وقوله سبحانه : { قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِى مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } المعنى : إنِ افتريته ، فاللَّه حَسْبِي في ذلك ، وهو كان يعاقبني ولا يُمْهِلُنِي ، ثم رجَعَ القَوْلُ إلى الاستسلامِ إلى اللَّه ، والاستنصارِ به عليهم ، وانتظارِ ما يَقْتَضِيهِ عِلْمُهُ بما يُفِيضُونَ فيه مِنَ البَاطِلِ ومُرَادَّة الحَقِّ ، وذلك يقتضي مُعَاقَبَتَهُمْ ؛ ففي اللفظ تهديد ، والضمير في { بِهِ } عائدٌ على اللَّه عزَّ وجَلَّ . وقوله سبحانه : { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } تَرجيةٌ واستدعاءٌ إلى التوبة ، ثم أمره عزَّ وجلَّ أنْ يحتجَّ عليهم بأَنَّه لم يكن بِدْعاً من الرسل ، والبِدْعُ والبَدِيعُ من الأشياءِ ما لم يُرَ مِثْلُهُ ، المعنَىٰ : قد جاء قَبْلِي غيري ؛ قاله ابن عَبَّاس وغيره . * ت * : ولفظ البخاريِّ : وقال ابن عباس : { بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ } أي : لَسْتُ بأوَّلِ الرُّسُلِ ، واختلف الناسُ في قوله : { وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ } فقال ابن عباس وجماعةٌ : كان هذا في صَدْرِ الإسْلاَمِ ، ثم بعد ذلك عَرَّفَهُ اللَّه عزَّ وجلَّ بأَنَّه قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّرَ ، وبأَنَّ المؤمنين لهم من اللَّه فضلٌ كبيرٌ ، وهو الجَنَّةُ ، وبأَنَّ الكافرين في نار جَهَنَّمَ ؛ والحديثُ الصَّحِيحُ الذي وقع في جنازة عُثْمانَ بنِ مَظْعُونٍ يُؤَيِّدُ هذا ، وقالت فرقة : معنى الآية : وما أدري ما يُفْعَلُ بي ولا بكم من الأوامر والنواهي ، وقيل غير هذا . وقوله : { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَىَّ } معناه : الاِستسلامُ والتَّبَرِّي من عِلْمِ المُغَيَّبَاتِ ، والوقوفُ مع النذارةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ .