Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 25-29)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَـٰرِهِم … } الآية : قال قتادة : نزلَتْ في قَوْمٍ من اليهود ، وقال ابن عباس وغيره : نَزَلَتْ في منافقين كانوا أَسْلَمُوا ، ثم نافَقَتْ قُلُوبُهُم ، والآيةُ تَعُمُّ كُلَّ مَنْ دخل في ضمن لفظها غَابِرَ الدَّهْرِ ، و { سَوَّلَ } معناه : رجَّاهم سؤلهم وأمانِيهم ، ونقل أبو الفتح عن بعضهم ؛ أَنَّهُ بمعنَىٰ دلاَّهم مأخوذٌ من السَّوَلِ ، وهو الاسترخاء والتَّدَلِّي ، وقال العراقيُّ { سَوَّلَ } أي : زَيَّنَ سُوءَ الفعل . وقوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ … } الآية ، قيل : إنَّها نزلت في بني إسرائيل الذين تقدَّم ذِكْرُهم الآن ، ورُوِيَ أَنَّ قوماً من قُرَيْظَةَ والنَّضِيرِ كانوا يَعِدُونَ المنافقين في أمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والخلافِ علَيْهِ بنَصْرٍ ومؤازرةٍ ؛ فذلك قولهم : { سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ ٱلأَمْرِ } وقرأ الجمهور : « أَسْرَارَهُمْ » ـــ بفتح الهمزة ـــ ، وقرأ حمزة والكسائيُّ وحفص : « إسْرَارَهُمْ » ـــ بكسرها ـــ . وقوله سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } يَعْنِي : مَلَكَ المَوْتِ وأعوانه ، والضمير في { يَضْرِبُونَ } للملائكة ، وفي نحو هذا أحاديثُ تقتضي صفة الحالِ ، و { مَا * أَسْخَطَ ٱللَّهَ } : هو الكفر ، والرِّضْوَانُ : هنا الحَقُّ والشَّرْعُ المُؤَدِّي إلى الرضوان . وقوله سبحانه : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ … } الآية ، توبيخٍ للمنافقين وَفَضْحٌ لسرائرهم ، والضِّغْنُ : الحقد ، وقال البخاريُّ : قال ابن عباس : « أَضْغَانَهُمْ » حَسَدَهُمْ ، انتهى .