Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 30-32)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَـٰكَهُمْ … } الآية ، لم يُعَيِّنْهُم سبحانه بالأسماء والتعريف التامّ ؛ إبقاءً عليهم وعلى قراباتهم ، وإنْ كانوا قد عُرِفُوا بلحن القول ، وكانوا في الاشتهار على مراتبَ كابنِ أُبَيٍّ وغيره ، والسِّيما : العلامة ، وقال ابن عباس والضَّحَّاكُ : إنَّ اللَّه تعالى قد عَرَّفَهُ بهم في سورة براءة بقوله : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً } [ التوبة : 84 ] وفي قوله : { فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِىَ أَبَدًا وَلَن تُقَـٰتِلُواْ مَعِىَ عَدُوًّا } [ التوبة : 83 ] قال * ع * : وهذا في الحقيقة ليس بتعريف تامٍّ ، ثم أخبر تعالى أَنَّهُ سيعرفهم في لحن القول ، أي : في مذهب القول ومنحاه ومَقْصِدهِ ، واحتجَّ بهذه الآية مَنْ جعل الحَدَّ في التعريض بالقذف . * ص * : قال أبو حيان : « ولتعرفنهم » اللام جواب قسم محذوف ، انتهى . وقوله سبحانه : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـٰلَكُمْ } مخاطبة للجميع من مؤمن وكافر . وقوله سبحانه : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ … } الآية ، كان الفُضَيْلُ بن عِيَاضٍ إذا قرأ هذه الآية بكى ، وقال : اللهم لا تبتلنا فإنك إنْ بلوتنا فضحتنا ، وهتكت أستارنا . وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَاقُّواْ ٱلرَّسُولَ … } الآية ، قالت فرقة : نزلت في بني إسرائيل ، وقالت فرقة : نَزَلَتْ في قوم من المنافقين ، وهذا نحو ما تقدم ، وقال ابن عباس : نزلت في المطعمين في سفرة بدر ، وقالت فرقة : بل هِي عامَّةٌ في كل كافر . وقوله : { لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } تحقيرٌ لهم .