Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 38-40)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا … } الآيةَ : قلت : المسروقُ : مال أو غيره . فشرط المال : أنْ يكون نصاباً ، بعد خروجه ، مملوكاً لغير السارقِ ، ملكاً محترماً , تامًّا ، لا شُبهة له فيه ، مُحْرَزاً ، مُخْرَجاً منه إلَىٰ ما ليس بِحِرْزٍ له ، ٱستسراراً . فالنصاب : ربعُ دينارٍ أو ثلاثةُ دراهم ، أو ما يساوِي ثلاثة دراهمَ ، وقوله : { أَيْدِيَهُمَا } يعني : أَيْمانَ النوعَيْن ، والنَّكَال : العذابُ ، والنِّكْل : القَيْد . وقوله سبحانه : { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ … } الآية : جمهورُ العلماءِ علَىٰ أَنَّ توبة السارق لا تُسْقِطُ عنه القَطْعَ ، وقال الشافعيُّ : إذا تاب السارق قبل أنْ يتلبَّس الحُكَّام بأخْذه ، فتوبته تَدْفَعُ عنه حُكْمَ القطع ؛ قياساً علَىٰ توبة المُحَارِبِ . وقوله سبحانه : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ } أي : فلا معقِّب لحكمه سبحانه ، ولا معتَرِضَ عليه ، يفعلُ ما يَشَاء لا إله إلا هو .