Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 69-70)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِئُونَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ وعَمِلَ صَـٰلِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } : الذين آمنوا : لفظٌ عامٌّ لكلِّ مؤمنٍ من مِلَّةِ نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم ومِنْ غَيْرها من المِلَلِ ، فكأنَّ ألفاظ الآية حُصِرَ بها الناسُ كلُّهم ، وبُيِّنَتِ الطوائفُ على ٱختلافِهَا ، وهذا هو تأويلُ الجمهور ، وقد مَضَى الكلامُ في « سورة البقرة » ، فراجعْهُ هناك ، وقرأ الجمهورُ : « وَالصَّابِئُونَ » ، وقرىء خارجَ السبعة : « والصَّابِئِينَ » ، وهي بيِّنة الإعراب ، وأما على قراءة الجمهورِ ، فٱختلف في إعرابها ، ومَذْهَبُ سبيَوَيْهِ ، والخَلِيلِ ، ونُحَاةِ البَصْرة : أنه من المقدَّم الذي معناه التأْخِيرُ ، كأنَّه قال : إنَّ الذين آمنوا والذين هَادُوا ، مَنْ آمَنَ باللَّه واليومِ الآخِرِ وعَمِلَ صالحاً ، فلا خَوْفٌ عليهم ولا هم يحزنُونَ ، والصَّابِئُونَ والنصارَىٰ كذلك . قال * ص * : ووجه ثانٍ أنَّ خبر « إنَّ » محذوفٌ ، أي : إنَّ الذين آمنوا لهم أجْرُهُمْ ، وخبر « الصَّابئين » : { مَنْ ءَامَنَ } وما بعده ، قال ابنُ عُصْفُورٍ ؛ وهو حَسَنٌ جدًّا ؛ إذ ليس فيه أكثر من حَذْفِ خبرِ « إنَّ » ؛ للفهم ، وهو جائزٌ في فصيحِ الكلامِ . انتهى . قلتُ : قال ابْنُ مالكٍ : وهو أسهلُ من التقديمِ والتأخيرِ ، وقيل : إن الصابِئين في موضِعِ نَصْبٍ ، ولكنه جاء على لغة بَلْحَارِثِ الذين يَجْعَلُونَ التثنيةَ بالأَلِفِ علَىٰ كل حال ، والجَمْعَ بالواو علَىٰ كُلِّ حال ؛ قاله أبو البقاء ، وقيل غير هذا .