Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 15-17)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَفَعَيِينَا } توقيف للكفار ، وتوبيخ ، والخلق الأَوَّلُ : إنشاء الإنسان من نُطْفَةٍ على التدريج المعلوم ، وقال الحسن : الخلق الأول : آدم ، واللَّبْسُ : الشَّكُّ والريب ، واختلاط النظر ، والخَلْقُ الجديد : البعث من القبور . وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ … } الآية : الإنسان : اسم جنس ، و { تُوَسْوِسُ } معناه : تتحدث في فكرتها ، والوسوسةُ إنَّما تُسْتَعْمَلُ في غير الخير . وقوله تعالى : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } : عبارة عن قُدْرَةِ اللَّه على العبد ، وكونُ العبد في قبضة القدرة والعلم قد أُحِيط به ، فالقرب هو بالقدرة والسُّلطان ، إذ لا يَنْحَجِبُ عن علم اللَّه لا باطنٌ ولا ظاهر ، والوريد : عرق كبير في العُنُقِ ، ويقال : إنَّهما وريدان عن يمين وشمال . وأَمَّا قوله تعالى : { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ } فقال المفسرون : العامل في إذ { أَقْرَبُ } ويحتمل عندي أَنْ يكون العاملُ فيه فعلاً مُضْمَراً تقديره : اذكر إذ يتلقى المتلقيان ، و { ٱلْمُتَلَقِّيَانِ } : المَلَكَانِ المُوَكَّلان بكل إنسان ، مَلَكُ اليمين الذي يكتب الحسناتِ ، وملك الشمال الذي يكتب السيِّئات ؛ قال الحسن : الحَفَظَةُ أربعة : اثنان بالنهار ، واثنان بالليل ، قال * ع * : ويؤيد ذلك الحديث الصحيح : " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ ، مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ " الحديث بكماله ، ويُرْوَى أَنَّ مَلَك اليمين أمير على ملك الشمال ، وأَنَّ العبد إذا أَذنب يقول ملك اليمين للآخر : تَثَبَّتْ ؛ لَعَلَّهُ يتوبُ ؛ رواه إبراهيم التيمي ، وسفيان الثوري ، و { قَعِيدٌ } : معناه قاعد