Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 13-17)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } قال الزَّجَّاجُ : التقدير : هو كائن يومَ هم على النار يُفَتَنُونَ ، و { يُفْتَنُونَ } معناه : يُحْرَقُونَ ويُعَذَّبُون في النار ؛ قاله ابن عباس والناس ، وفَتَنْتُ الذهبَ أحرقتُه ، و { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } أي : حرقكم وعذابكم ؛ قاله قتادة وغيره . { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ … } الآية ، روى الترمذيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاَ يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المُتَّقِينَ ، حَتَّىٰ يَدَعَ مَا لاَ بَأْسَ بِهِ ؛ حَذَراً لِمَا بِهِ البَأْسُ " قال أبو عيسى : هذا حديث حسن ، انتهى ، وقوله سبحانه في المتقين : { ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } أي : مُحَصِّلِينَ ما أعطاهم رَبُّهم سبحانه من جناته ، ورضوانه ، وأنواع كراماته { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ } : يريد في الدنيا { مُحْسِنِينَ } : بالطاعات ] والعمل الصالح . * ت * : وروى التِّرْمِذِيُّ عن سعد بن أبي وَقَّاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا في الجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمٰوَاتِ والأَرْضِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَ ، فَبَدَا أَسَاوِرُهُ ، لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ ؛ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ " انتهى ، ومعنى قوله : { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } أَنَّ نومهم كان قليلاً ؛ لاشتغالهم بالصلاة والعبادةِ ، والهجوعُ : النومُ ، وقد قال الحسن في تفسير هذه الآية : كابَدُوا قيامَ الليل ، لا ينامون منه إلاَّ قليلاً ، وأَمَّا إعرابُ الآية فقال الضَّحَّاكُ في كتاب الطبريِّ : ما يقتضي أنَّ المعنى : كانوا قليلاً في عددهم ، وتَمَّ خبرُ « كان » ، ثم ابتدأ { مِّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } فما نافية و { قَلِيلاً } وقف حسن ، وقال جمهور النحويين : ما مصدريَّةٌ و { قَلِيلاً } خبرُ { كَانَ } ، والمعنى : كانوا قليلاً من الليل هجوعُهُم ، وعلى هذا الإعراب يجيء قولُ الحسن وغيرِهِ ، وهو الظاهر عندي أَنَّ المراد كان هُجُوعُهُمْ من الليل قليلاً ؛ قيل لبعض التابعين : مَدَحَ اللَّهُ قوماً { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ونَحْنُ قليلاً من الليل ما نقوم ! فقال : رَحِمَ اللَّهُ امرأً رقد إذا نعس ، وأطاع رَبَّه إذا استيقظ .