Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 8-12)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } يحتمل أنْ يكون خطاباً لجميع الناس ، أي : منكم مؤمن بمحمد ، ومنكم مُكَذِّبٌ له ، وهو قول قتادة ، ويحتمل أَنْ يكونَ خطاباً للكفرة فقط ؛ لقول بعضهم : شاعر ، وبعضهم : كاهن ، وبعضهم : ساحر ، إلى غير ذلك ؛ وهذا قول ابن زيد . و { يُؤْفَكُ } معناه : يُصْرَفُ ، أي : يصرف من الكفار عن كتاب اللَّه مَنْ صُرِفَ مِمَّنْ غلبت عليه شَقَاوَتُهُ ، وعُرْفُ الاستعمال في « أفك » إنَّما هو في الصرف من خير إلى شَرٍّ . وقوله تعالى : { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } دعاءٌ عليهم ؛ كما تقول : قاتلك اللَّه ، وقال بعض المفسرين . معناه : لُعِنَ الخرَّاصون ، وهذا تفسير لا يعطيه اللفظ . * ت * : والظاهر ما قاله هذا المُفَسِّرُ ؛ قال عِيَاضٌ في « الشفا » وقد يقع القتل بمعنى اللعن ؛ قال اللَّه تعالى : { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } و { قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [ المنافقون : 4 ] أي : لعنهم اللَّه ، انتهى ، وقد تقدَّم للشيخ عند قوله تعالى : { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ ٱلسَّوْءِ } [ الفتح : 6 ] قال : كُلُّ ما كان بلفظ دعاء من جهة اللَّه عز وجل ، فَإنَّما هو بمعنى إيجاب الشيء ؛ لأَنَّ اللَّه تعالى لا يدعو على مخلوقاته ، انتهى بلفظِهِ ، وظاهِرُهُ مخالف لما هنا ، وسيبينه في سورة البروج ، والخَرَّاصُ : المُخَمِّنُ القائل بِظَنِّهِ ، والإشارة إلى مُكَذِّبي النبي صلى الله عليه وسلم ، والغَمْرَةُ : ما يَغْشَى الإنسانَ ويغطيه ؛ كغمرة الماء ، و { سَـٰهُونَ } معناه : عن وجوه النظر . وقوله تعالى : { يَسْـئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } أي : يوم الجزاء ، وذلك منهم على جهة الاستهزاء .