Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 24-36)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰهِيمَ … } الآية ، قد تقدم قَصَصُهَا ، و « عليم » أي : عالم ، وهو إسحاق ـــ عليه السلام ـــ . * ت * : ولنذكر هنا شيئاً من الآثار في آداب الطعام ، قال النوويُّ : روى ابن السُّنِّيِّ بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يقول في الطعام إذا قُرِّبَ إلَيْهِ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، بٱسْم اللَّهِ " انتهى ، وفي « صحيح مسلم » عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ ـــ قَالَ الشَّيْطَانُ : لاَ مَبِيتَ لَكُمْ ، وَلاَ عَشَاءَ ، وَإذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّه تَعَالَى عِنْدَ دُخُولِهِ ، قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ ، وَإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ طَعَامِهِ ، قَالَ أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ " ، وفي « صحيح مسلم » عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَلاَّ يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ " الحديث ، انتهى ، والصَّرَّةُ : الصيحة ؛ كذا فسره ابن عباس وجماعة ، قال الطبريُّ عن بعضهم : قَالَتْ : « أَوَّهْ » ؛ بِصِيَاحٍ وتَعَجُّبٍ ؛ وقال النَّحَّاسُ : { فِى صَرَّةٍ } في جماعة نسوة . وقوله : { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } : معناه : ضربْت وَجْهَهَا ؛ استهوالاً لما سمعت ، وقال سفيان وغيره : ضَرَبَتْ بِكَفِّهَا جبهتها ، وهذا مُسْتَعْمَلٌ في الناس حَتَّى الآن ، وقولهم : { كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ } أي : كقولنا الذي أخبرناك . وقوله تعالى : { حِجَارَةً مِّن طِينٍ } بيانٌ يخرج عن مُعْتَادِ حجارة البرَد التي هي من ماء ، ويُرْوَى أَنَّه طين طُبِخَ في نار جَهَنَّمَ حَتَّى صار حجارة كالآجر ، و { مُّسَوَّمَةً } نعت لحجارة ، ثم أخبر تعالى أَنَّه أخرج بأمره مَنْ كان في قرية « لوط » مِنَ المؤمنين ، منجياً لهم ، وأعاد الضمير على القرية ، وإنْ لم يجرِ لها قبل ذلك ذكر ؛ لشهرة أمرها ، قال المفسرون : لاَ فَرْقَ بين تقدُّمِ ذكر المؤمنين وتأخُّرِهِ ؛ وإِنَّمَا هما وصفانِ ذَكَرَهُمْ أَوَّلاً بأحدهما ، ثم آخراً بالثَّاني ، قيل : فالآية دالَّةٌ على أَنَّ الإيمان هو الإسلام ، قال * ع * : ويظهر لي أَنَّ في المعنى زيادة تحسن التقديم للإيمان ؛ وذلك أَنَّهُ ذكره مع الإخراج من القرية ، كأَنَّهُ يقول : نفذ أمرنا بإخراج كُلِّ مؤمن ، ولا يُشْتَرَطُ فيه أنْ يكون عاملاً بالطاعات ؛ بلِ التصديق باللَّه فقط ، ثم لما ذكر حال الموجودين ذكرهم بالصفة التي كانوا عليها ، وهي الكاملةُ التصديق والأعمالِ ، والبيتُ من المسلمين هو بيتُ لوط ـــ عليه السلام ـــ وكان هو وابنتاه ، وفي كتاب الثعلبيِّ : وقيل : لوط وأهل بيته ثلاثةَ عَشَرَ ، وهلكت امرأتُه فيمن هلك ، وهذه القصة ذُكِرَتْ على جهة ضرب المثل لقريش ، وتحذيراً أنْ يصيبهم مثلُ ما أصاب هؤلاء .