Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 29-34)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { فَذَكِّرْ } أمر لنبيِّه ـــ عليه السلام ـــ بإدامة الدعاء إلى اللَّه عز وجل ، ثم قال مؤنساً له : { فَمَا أَنتَ } : بإِنعام اللَّه عليك ولُطْفِهِ بك ـــ كاهِنٌ ولا مجنون . وقوله سبحانه : { أَمْ يَقُولُونَ } أي : بل { يَقُولُونَ شَاعِرٌ … } الآية : رُوِيَ أَنَّ قريشاً اجتمعت في دار النَّدْوَةِ ، فَكَثُرَتْ آراؤُهم في النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قال قائل منهم : تَرَبَّصُوا به رَيْبَ المَنُونِ ، أي : حوادِثَ الدهر ، فَيَهْلِكَ كما هَلَكَ من قبله من الشُّعَرَاءِ : زُهَيْرٌ ، والنَّابِغَةُ ، وَالأَعْشَى ، وغيرُهم ، فافترقوا على هذه المقالة ، فنزلت الآية في ذلك ، والتَّرَبُّصُ : الانتظار ، والمنون : من أسماء الموت ، وبه فسر ابن عباس ، وهو أيضاً من أسماء الدهر ، وبه فَسَّرَ مجاهد ، والرَّيْبُ هنا : الحوادث والمصائب : ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّما فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا " الحديثَ . وقوله : { قُلْ تَرَبَّصُواْ } وعيد في صيغة أمر . وقوله سبحانه : { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَـٰمُهُمْ بِهَـٰذَا } الأحلام : العقول ، وقوله : { بِهَـٰذَا } يحتمل أنْ يشيرَ إلى هذه المقالة : هو شاعر ، ويحتمل أَنْ يشير إلى ما هم عليه من الكُفْرِ وعِبَادَةِ الأصنام ، و { تَقَوَّلَهُ } معناه : قال عن الغير أَنَّهُ قاله ، فهي عبارة عن كَذِبٍ مخصوص ، ثم عَجَّزَهُمْ سبحانه بقوله : { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } والضمير في { مِّثْلِهِ } عائد على القرآن . وقوله : { إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ } * ت * : أي : في أَنَّ محمداً تَقَوَّلَهُ ؛ قاله الثعلبيُّ .