Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 11-15)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } المعنى : لم يُكَذِّبْ قلبُ محمد الشيء الذي رأى ، بل صَدَّقَهُ وتحقَّقَهُ نظراً ؛ قال أهل التأويل منهم ابن عباس وغيره : رأى محمد اللَّهَ بفؤاده ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " جَعَلَ اللَّهُ نُورَ بَصَرِي في فُؤَادِي ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِفُؤَادِيَ " ، وقال آخرون من المتأولين : المعنى : ما رأى بعينه لم يُكَذِّبْ ذلك قلبُه ، بل صدقه وتحققه ، وقال ابن عباس فيما روِي عنه : إنَّ محمداً رأى رَبَّه بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ ، وأنكرت ذلك عَائِشَةُ ، وقالت : أنا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ هٰذِهِ الآياتِ فَقَالَ لِي : « هُوَ جِبْرِيلُ فِيهَا كُلِّها » قال * ع * : وهذا قول الجمهور ، وحديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قاطعٌ بكُلِّ تأويل في اللفظ ؛ لأَنَّ قول غيرها إنَّما هو مُنْتَزَعٌ من ألفاظ القرآن . وقوله سبحانه : { أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } قرأ حمزة والكسائيُّ « أَفَتَمْرُونَهُ » ـــ بفتح التاء دون ألف ـــ ، أي : أفتجحدونه . * ت * : قال الثعلبيُّ : واختار هذه القراءة أبو عبيد : قال إنَّهم لا يمارونه ، وإنَّما جحدوه ، واخْتُلِفَ في الضمير في قوله : { وَلَقَدْ رَءَاهُ } حسبما تقدم ، فقالت عائشة والجمهور : هو عائد على جبريل ، و { نَزْلَةً } معناه : مَرَّة أخرى ، فجمهور العلماء أَنَّ المَرْئِيَّ هو جبريل ـــ عليه السلام ـــ في المرتين ، مَرَّةً في الأرض بحراءَ ، ومرَّةً عند سِدْرَةِ المُنْتَهَى ليلةَ الإسراء ، ورآه على صورته التي خُلِقَ عليها ، وسِدْرَةُ المُنْتَهَى هي : شجرة نَبْقٍ في السماء السابعة ، وقيل لها : سدرة المنتهى ؛ لأَنَّها إليها ينتهي عِلْمُ كُلِّ عالم ، ولا يعلم ما وراءها صَعَداً إلاَّ اللَّهُ عز وجل ، وقيل : سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّها إليها ينتهي مَنْ مات على سُنَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم قال * ع * : وهم المؤمنون حقًّا من كل جيل . وقوله سبحانه : { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } قال الجمهور : أراد سبحانه أَنْ يُعَظِّمَ مَكانَ السدرة ، ويُشَرِّفَهُ بِأَنَّ جنة المأوى عندها ، قال الحسن : هي الجنة التي وُعِدَ بها المؤمنون .