Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 88-90)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } الآية ، ذكر سبحانه في هذه الآيةِ حال الأزواج الثلاثةَ المذكورين في أَولِ السورة ، وحال كُلِّ امرىءٍ منهم ، فَأَمَّا المرءُ من السابقين المقربين ، فَيَلْقَى عند موته رَوْحاً وريحاناً ، والرَّوْحَ : الرحمة والسعة والفرح ؛ ومنه : { وَلاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ } [ يوسف : 87 ] والريحان : الطيب ، وهو دليل النعيم ، وقال مجاهد : الريحان : الرزق ، وقال الضَّحَّاكُ : الريحان الاستراحة ، قال * ع * : الريحان ما تنبسط إليه النفوس ، ونقل الثعلبيُّ عن أبي العالية قال : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يُؤْتَى بغصنٍ من ريحان الجنة فَيَشُمُّهُ ، ثم يُقْبَضُ روحه فيه ، ونحوه عن الحسن ، انتهى . فإنْ أردت يا أخي اللحوق بالمقربين ؛ والكون في زمرة السابقين ، فاطرح عنك دنياك ؛ وأقبلْ على ذكر مولاك ، واجعل الآن الموت نصب عينيك ، قال الغزاليُّ : وإنَّما علامةُ التوفيق أَنْ يكون الموت نصبَ عينيك ، لا تغفل عنه ساعة ، فليكنِ الموتُ على بالك يا مسكين ؛ فإنَّ السير حاثٌّ بك ، وأنت غافل عن نفسك ، ولعلك قد قاربت المنزلَ ، وقطعت المسافة فلا يكن اهتمامُك إلاَّ بمبادرة العمل ، اغتناماً لكل نَفَسٍ أمهلتَ فيه ، انتهى من « الإحياء » ، قال ابن المبارك في « رقائقه » : أخبرنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : ما مِنْ مَيِّتٍ يموت ، إلاَّ عرض عليه أهل مجلسه : إنْ كان من أهل الذِّكْرِ فمن أهل الذكر ، وإِنْ كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو ، انتهى .