Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 8-12)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } : ابتداء ، و { مَا } ابتداء ثانٍ ، { فَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } : خبرُ { مَا } ، والجملة خبر الابتداء الأوَّلِ ، وفي الكلام معنى التعظيم ؛ كما تقول : زيد ما زيد ، ونظير هذا في القرآن كثير ، والميمنة أظهر ما في اشتقاقها أَنَّها من ناحية اليمين ، وقيل من اليمْن ، وكذلك المشأمة : إمَّا أَنْ تكونَ من اليد الشُّؤْمى ، وإمَّا أَنْ تكونَ من الشؤم ، وقد فُسِّرَتِ الآيةُ بهذين المعنيين . وقوله تعالى : { وَٱلسَّـٰبِقُونَ } : ابتداء ، و { ٱلسَّـٰبِقُونَ } الثاني : قال سيبويه : هو خبر الأَوَّلِ ، وهذا على معنى تفخيم الأمر وتعظيمه ، وقال بعض النحاة : السابقون الثاني نَعْتٌ للأوَّلِ ، ومعنى الصفة أَنْ تقولَ : والسابقون إلى الإيمان السابقونَ إلى الجنة والرحمة أَولئك ، وَيَتَّجِهُ هذا المعنى على الابتداء والخبر . وقوله : { أُوْلَـئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } : ابتداء وخبر ، وهو في موضع الخبر ؛ على قول مَنْ قال : { ٱلسَّـٰبِقُونَ } الثاني صِفَةٌ ، و { ٱلْمُقَرَّبُونَ } : معناه : مِنْ اللَّه سبحانه في جَنَّةِ عَدَنٍ ، فالسابقون معناه : الذين قد سبقت لهم السعادة ، وكانت أعمالُهُمْ في الدنيا سبقاً إلى أعمال البِرِّ وإلى ترك المعاصي ، فهذا عمومٌ في جميع الناس ، وخَصَّصَ المفسرون في هذه أشياء تفتقر إلى سند قاطع ، " ورُوِيَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ السَّابِقِينَ ؟ فَقَالَ : « هُمُ الَّذِينَ إذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ ، وَإذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ بِحُكْمِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ » " والمقربون عبارة عن أعلى منازل البشر في الآخرة ، قال جماعة من أهل العلم : هذه الآية متضمنة أَنَّ العالم يومَ القيامة على ثلاثة أصناف .