Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 5-7)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ … } الآيةُ سببُهَا قولُ اليهود : ما هذا الإفساد يا محمد وأنت تنهى عن الفساد ؟ ! فَرَدَّ اللَّهُ عليهم بهذِهِ الآية ، قال ابن عباس وجماعة من اللغويين : اللِّينَةُ من النخيل : ما لم يكن عجوةً ، وقيل غير هذا . * ص * : أصل « لِينَة » : لونة ، فقلبوا الواوَ ياءً لسكونها وانكسارِ ما قبلها ، وجمعه لِينٌ ؛ كَتَمْرَةٍ وَتَمْرٍ ، قال الأخفش : واللينة كأنَّها لونٌ من النخل ، أي : ضرب منه ، انتهى . وقوله عز وجل : { وَمَا أَفَاءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ … } الآية ، إعلام بأَنَّ ما أخذ لبني النضير ومن فَدَك ، هو خاصٌّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وليس على حكم الغنيمة التي يوجف عليها ويقاتل فيها ؛ بل على حكم خُمُسِ الغنائم ؛ وذلك أَنَّ بني النضير لم يُوجَفْ عليها ولا قُوتِلَتْ كبيرَ قتالٍ ، فأخذ منها صلى الله عليه وسلم قُوتَ عيالِهِ ، وقَسَمَ سائرها في المهاجرين ، وأدخل معهم أبا دُجَانَةَ وسَهْلَ بن حنيف من الأنصار ؛ لأَنَّهما شكيا فقراً ، والإيجاف : سرعة السير ، والوجيف دون التقريب ؛ يقال : وَجَفَ الفرسُ وأوجفه الراكبُ . وقوله تعالى : { مَّا أَفَاءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ … } الآية : أهل القرى في هذه الآية : هم أهل الصفراء والينبوع ووادي القرى وما هنالك من قرى العرب ، وذلك أَنَّها فُتِحَتْ في ذلك الوقت من غير إيجاف ، وأعطى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جميعَ ذلك للمهاجرين ، ولم يحبس منها لنفسه شيئاً ، ولم يعط الأنصار شيئاً لغناهم ، والقُرْبَى في الآية : قرابته صلى الله عليه وسلم مُنِعُوا الصدقةَ فَعُوِّضُوا من الفيء . وقوله سبحانه : { كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ } : مخاطبة للأنصار ؛ لأَنَّهُ لم يكن في المهاجرين في ذلك الوقت غَنِيٌّ ، والمعنى : كي لا يتداول ذلك المالَ الأغنياءُ بتصرفاتهم ، ويبقى المساكينُ بلا شيءٍ ، وقد مضى القولُ في الغنائم في سورة الأنفال ، ورُوِيَ أَنَّ قوماً من الأنصار تَكَلَّمُوا في هذه القرى المُفْتَتحَةِ ، وقالوا : لنا منها سَهْمُنَا ، فنزل قوله تعالى : { وَمَا ءَاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ … } الآية : فَرَضُوا بذلك ، ثم اطَّرَدَ بعدُ معنى الآية في أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه ، حَتَّى قال قوم : إنَّ الخمر مُحَرَّمَةٌ في كتاب اللَّه بهذه الآية ، وانتزع منها ابن مسعود لعنة الواشمة ، الحديث . * ت * : وبهذا المعنى يحصل التعميم للأشياء في قوله تعالى : { مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلكِتَـٰبِ مِن شَىْءٍ }