Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 139-140)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَـٰمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوٰجِنَا … } الآية : كان مِنْ مذاهبهم الفاسدةِ في بَعْض الأنعامِ أنْ يحرِّموا ما وَلَدَتْ على نسائهم ، ويخصِّصونه لذُكُورهم ، فـ { أَزْوٰجِنَا } : يراد به جماعةُ النساءِ التي هِيَ معدَّة أن تكون أزواجاً ؛ قاله مجاهد ، وقوله : { وَإِن يَكُن مَّيْتَةً } ، يعني : أنه كان من سُنَّتهم أنَّ ما خرج من الأجنَّة ميتاً مِنْ تلك الأنعام الموقوفة ، فهو حلالٌ للرجال والنساء جميعاً ، وكذلك ما مات مِنَ الأنعامِ الموقوفةِ نَفْسِها ، ثم أعقب تعالَىٰ بوعيدهم علَىٰ ما وصفوا أنه من القربات . وقوله سبحانه : { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَـٰدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ … } الآية : تتضمَّن التشنيع بسوء فعلهم ، والتَّعْجيبَ مِنْ سوء حالهم فيما ذَكَر ، قال عكرمة : وكان الوَأْدُ في رَبِيعَةَ وفِي مُضَرَ . قال * ع * : وكان جمهورُ العرب لا يفعله ، ثم إنَّ فاعليه كان منهم مَنْ يفعله خَوْفَ العَيْلَة والافتقار ، وكان منهم من يفعله غَيْرَةً ؛ مخافةَ السِّبَاءِ ، و { قَدْ ضَلُّواْ } : إخبارٌ عنهم بالحَيْرة ، { وَمَا كَانُواْ } : يريد في هذه الفَعْلَةِ ، ويحتمل أن يريدَ : وما كانوا قبل ضلالهم بهذه الفَعْلة مهتدين ، ولكنَّهم زادوا بهذه الفَعْلَةِ ضلالاً .