Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 13-16)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالَىٰ : { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } الآية . { وَلَهُ } عطف على قوله : { لِلَّهِ } ، و { سَكَنَ } هي من السُّكْنَى ، ونحوه ؛ أي : ما ثَبَتَ وتَقَرَّرَ . قاله السدي ، وغيره . وقالت فرقَةٌ : هو من السُّكُونِ ، وهو ضعيف . وقوله تعالى : { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } الآية . قال الطبري وغيره : أُمِرَ ـــ عليه السلام ـــ أن يَقُولَ هذه المَقَالَةَ لِلْكَفَرَةِ الذين دعوه إلى عبادة أوثانهم ، فَتَجِيءُ الآية على هذا جَوَاباً لكلامهم . قال * ع * : وهذا يَحْتَاجُ إلى سَنَدٍ ، والفصيح أنه لما قَرَّرَ معهم أن اللَّه ـــ تعالى ـــ له ما في السَّمَوَاتِ والأرض ، وله ما سَكَنَ في اللَّيْلِ والنهار ، أُمِرَ أن يقول لهم على جِهَةِ التَّوْبِيخِ والتوقيف : أغَيْرَ اللَّه الذي هذه أَفْعالُهُ أتخذ وليًّا ، بمعنى : أن هذا خَطَأٌ بَيِّنٌ ممن يفعله . والولي لفظ عام لمَعْبُودٍ وغير ذلك . ثم أخذ في صفات اللَّه ـــ تعالى ـــ فقال : { فَاطِر } بخَفْضِ الراء نَعْتٌ للَّه عز وجل . قال * ص * : { فَاطِر } الجمهور بالجَرِّ ، وَوَجَّهَهُ ابن عَطِيَّةَ ، وغيره على أنه نَعْتٌ { لِلَّهِ } . وأبو البقاء على أنه بَدَلٌ ، وكأنه رَأَىٰ الفَصْلَ بين البَدَلِ والمبدل أَسْهَلَ ؛ لأن البَدَلَ في المشهور على نِيَّةِ تَكْرَارِ العامل . انتهى . و « فطر » معناه : ابتدع ، وخلق ، وأنشأ ، وفطر أيضاً في اللُّغَةِ : شَقَّ ، ومنه { هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } [ الملك : 3 ] أي : من شُقُوقِ . و { يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } المقصود به : يَرْزُقُ ولا يُرْزَقُ . وقوله : { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ … } إلى { عظِيمٌ } . قال المفسرون : المعنى أول من أَسْلَمَ من هذه الأمة ، وبهذه الشَّرِيعَةِ ، ولفظة { عَصَيْتُ } عامة في أنواع المَعَاصِي ، ولكنها هاهنا إنما تُشِيرُ إلى الشِّرْكِ المَنْهِيِّ عنه . واليوم العَظِيمُ هو يَوْمُ القيامة . وقرأ نَافِعٌ وغيره « من يُصْرَف عنه » مسنداً إلى المفعول ، وهو الضمير العائد على العَذَابِ . وقرأ حمزة وغيره « مَنْ يَصْرِف » بإسناد الفَعْلِ إلى الضمير العائد إلى « ربي » ، ويعمل في ضَمِيرِ العَذَابِ المذكور ، ولكنه محذوف . وقوله : { وَذَلِكَ } إشارة إلى صَرْفِ العذاب ، وحُصُولِ الرحمة ، و { ٱلْفَوْزُ } النَّجَاةُ .