Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 27-28)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله جَلَّتْ عظمته : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } الآية : المُخَاطَبَةُ فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وجواب « لو » محذوف ، تقديره في آخر الآية : لرأيت هَوْلاً عظيماً ونحوه . و { وُقِفُواْ } معناه : حسُّوا ، ويحتمل قوله : { وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } بمعنى « دخلوها » . قاله الطَّبَرِيُّ . ويحتمل أن يكون أَشْرَفُوا عليها ، وعاينوها . وقولهم : { يَـٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } معناه إلى الدنيا . وقوله سبحانه : { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } الآية : يَتَضَمَّنُ أنهم كانوا يُخْفُونَ أموراً في الدنيا ، فظهرت لهم يوم القِيَامَةِ ، أو ظهر وَبَالُ ذلك وعاقبته ، فحذف المُضَاف ، وأقيم المضَافُ إليه مقامه . وقيل : إن الكُفَّارَ كانوا إذَا وَعَظَهُمُ النبي صلى الله عليه وسلم خافوا ، وأَخْفَوْا ذلك الخوف لَئلا يشعر بهم أتباعهم ، فظهر لهم ذَلِكَ يوم القيامة . ويصح أن يكون مَقْصِدُ الآية الإخْبَارَ عن هَوْلِ ما لقوه ، فعبِّر عن ذلك بأنهم ظَهَرَتْ لهم مَسْتُورَاتهم في الدنيا من مَعَاصٍ وغيرها ، فكيف الظَّنُّ بما كانوا يعلنونه من كُفْرٍ ونحوه . وينظر إلى هذا التأويل قوله تعالى في تَعْظِيمِ شَأْنِ يوم القيامة : { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } [ الطارق : 9 ] . وقوله سبحانه : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَـٰدُواْ } إخبار عن أَمْرٍ لا يكون كَيْفَ كان يُوجَدُ ، وهذا النوع مما اسْتَأْثَرَ اللَّه ـــ تعالى ـــ بعِلْمِهِ ، فإن أعلم بشيء منه علم ، وإلا لم يُتَكَلَّمْ فيه . قال الفخر : قال الوَاحِدِيُّ : هذه الآية من الأدلة الظاهرة على فَسَادِ قول المُعْتَزِلةِ ؛ لأن اللَّه ـــ تعالى ـــ حَكَىٰ عن هؤلاء أنهم لو رُدُّوا لَعَادُوا لما نُهُوا عنه ، وما ذاك إلا لِلْقَضَاءِ السابق فيهم . انتهى .