Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 39-41)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ … } الآية كأنه قال : وما من دَابَّةٍ ، ولا طائر ، ولا شَيْءٍ ، إلاَّ وفيه آية منصوبة دالة على وَحْدَانِيَّةِ اللَّه ـــ تعالى ـــ ولكن الذين كَذَّبُوا بآياتنا صُمّ وبكم لا يتلقون ذلك ، ولا يَقْبَلُونَهُ ، وظاهر الآية أنها تعمُّ كل مُكَذِّبٍ . وقال النقاش : نزلت في بني عَبْدِ الدَّارِ . قال * ع * : ثم تَنْسَحِبُ على سواهم . وقوله : { فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ } يَنُوبُ عن عمي ، وفي الظلمات أَهْوَل عبارة ، وأفصح ، وأوقع في النَّفْسِ . قال أبو حَيَّانَ : { فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ } خبر مبتدإ مَحْذُوفٍ ، أي : هم في الظلمات ، أو صفة لـــ { بِكُمْ } ؛ أي : كائنون في الظلمات ، أو حال من الضمير المقدر في الخبر ، أي : ضالون في الظلمات . انتهى . وقوله سبحانه : { قُلْ أَرَأَيْتَكُم } ابتداء احْتِجَاجٍ على الكفار الجاعلين للَّه شركاء ، والمعنى : أرأيتم إذا خِفْتُمْ عَذَابَ اللَّه ، أو خفتم هَلاَكاً ، أو خفتم السَّاعَةَ ، أتدعون أَصْنَامَكُمْ وتَلْجَئُون إليها في كَشْفِ ذلك إن كنتم صادقين في قولكم : إنها آلهة ، بل إنما تدعون اللَّه الخَالِقَ الرازق ، فيكشف ما خِفْتُمُوه ، إن شاء ، وتنسون أصنامكم ، أي : تتركونهم ، فعبر عن التَّرْكِ بأعظم وجوهه الذي هو مَعَ التَّرْكِ ذهول ، وإغفال ، فكيف يجعل إلهاً من هذه حَالُهُ في الشدائد والأَزَمَاتِ .