Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 83-86)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالَىٰ : { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ءَاتَيْنَـٰهَا إِبْرٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ } : « تلك » : إشارةٌ إلى هذه الحجَّة المتقدِّمة . وقوله سبحانه : { نَرْفَعُ دَرَجَـٰتٍ مَّن نَّشَاءُ } ، « الدرجات » : أصلها في الأجسام ، ثم تستعملُ في المراتِبِ والمنازل المعنويَّة . وقوله سبحانه : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ … } الآية : { وَوَهَبْنَا } : عطْفٌ على « آتينا » وإسحاق ابنُهُ من سارَّة ، ويعقوبُ هو ابْنُ إسحاقَ ، وقوله : { وَمِن ذُرِّيَّتِهِ } : المعنَىٰ : وهَدَيْنَا من ذرِّيته ، والضمير في { ذُرِّيَّتِهِ } ، قال الزَّجَّاج : جائزٌ أنْ يعود على إبراهيم ، ويعترض هذا بذكْرِ لوطٍ ـــ عليه السلام ـــ ؛ إذ ليس هو مِنْ ذرِّيَّة إبراهيم ، بل هو ابْنُ أخيه ، وقيلَ : ابنُ أختِهِ ، ويتخرَّج ذلك عند مَنْ يرى الخالَ أباً ، وقيل : يعود الضميرُ على نُوحٍ ، وهذا هو الجيِّد ، ونصْبُ { دَاوُودَ } : يحتملُ أنْ يكون بـ { وَهَبْنَا } ، ويحتمل أنْ يكون بـ { هَدَيْنَا } ، { وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } : وعدٌ من اللَّه عزَّ وجلَّ لمن أحْسَنَ في عبادته ، وترغيبٌ في الإحسان ، وفي هذه الآية أنَّ عيسى ـــ عليه السلام ـــ مِنْ ذرِّية نوحٍ أو إبراهيم ؛ بحَسَب الاختلاف في عَوْد الضمير من { ذُرِّيَّتِهِ } ، وهو ابنُ ٱبْنَةٍ ؛ وبهذا يستدلُّ في الأحباس علَىٰ أنَّ ولد البنْتِ من الذِّرِّيَّة ، ويُونُسُ هو ٱبْنُ مَتَّىٰ ، { وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } : معناه : عالَمِي زَمَانِهِمْ .