Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 12-15)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } قَالَ كثيرٌ مِنَ المفسرينَ : الخيرُ هُنَا المالُ فَوَصَفه بالشُّحِّ ، وقال آخرونَ : بل هُوَ عَلى عُمُومهِ في الأموالِ والأَعْمَالِ الصالحاتِ ، والمُعْتَدِي المتجاوِزُ لحدودِ الأَشْيَاءِ ، والأثِيمُ فَعِيلٌ مِن الإثْمِ ، والعُتُلُّ : القويُّ البنيةِ ، الغَليظُ الأَعْضَاءِ ، القَاسِي القَلْبِ ، البَعيدُ الفَهْمِ ، الأَكُولُ الشَّرُوبُ ، الذي هو بالليلِ جِيفَةٌ وَبِالنَّهارِ حِمَارُ ، وكلُّ ما عبر به المفسرونَ عَنه مِنْ خِلاَلِ النقصِ ، فَعَنْ هذه الَّتِي ذَكَرْتُ تَصْدُرُ ، وقد ذكر النقاشُ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَّر العتلَّ بِنَحْوِ هذا ، وهذهِ الصفاتُ كثيرةُ التَّلازُمِ ، والزَّنِيمُ في كلام العرب : المُلْصَقُ في القومِ ولَيْسَ منهم ؛ ومنه قول حَسَّان : [ الطويل ] @ وَأَنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هَاشِمٍ كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ @@ فَقَالَ كثيرٌ من المفسرينَ : هو الأخْنَسُ بن شريقٍ ، وقال ابن عباس : أرادَ بالزنيم ؛ أنَّ له زَنَمَةً في عُنُقِهِ ، وكان الأَخنسُ بهذه الصفةِ ، وقيل : الزَّنِيمُ : المُرِيبُ القبيحُ الأَفْعَالِ .