Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 194-198)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ … } الآية مخاطبةٌ للكفَّار في تحقير شأْن أصنامهم ، وقوله : { فَٱدْعُوهُمْ } أي : فٱختبروا ، فإن لم يستجيبوا ، فهم كما وصفنا . وقوله سبحانه : { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ … } الآية . الغرض من هذه الآية { أَلَهُمْ } حواس الحَيِّ وأوصافه ، فإِذا قالوا : « لا » ، حكموا بأنها جماداتٌ من غير شكٍّ ، لا خَيْرَ عندها . قال الزّهْراوِيُّ : المعنى : أنتم أفضلُ منهم بهذه الجوارح النافعة ؛ فكيف تعبدونهم ، ، ثُمَّ أمر سبحانه نبيَّه عليه السلام أنْ يعجزهم بقوله : { قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } ، أي : ٱستَنْجِدُوهم وٱستَنْفِرُوهم إِلى إِضْرَارِي وكَيْدي ، ولا تؤخِّروني ، المَعْنَى : فإِن كانوا آلهةً ، فسيظهر فعلكم ، وَلَمَّا أحالهم على ٱلاستنجادِ بآلهتهم في ضَرَره ، وأراهم أنَّ اللَّه سبحانه هو القَادِرُ عَلَى كُلِّ شيء لاَ تلك ، عقَّب ذلك بالإِستناد إِلى اللَّه سبحانه ، والتوكُّلِ عليه ، والإِعلام بأنه وليُّه وناصره ، فقال : { إِنَّ وَلِيِّيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَـٰبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِينَ } . وقوله : { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } ؛ إِنما تكرَّر القولُ في هذا ، وترَّددت الآياتُ فيه ؛ لأن أمر الأصنام وتعظيمها كان متمكِّناً من نفوس العرب في ذلك الزَمانِ ، ومستولياً علَى عقولها ، فأوعب القولَ في ذلك ؛ لُطْفاً منه سبحانه بهم . وقوله : { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ … } الآية : قالت فرقةٌ : هذا خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وأمته في أمر الكُفَّار ، والهاءُ والميمُ في قوله : « تدعوهم » للكفَّار ، ووصفهم بأنهم لا يَسْمَعُونَ ، ولا يبصرون ؛ إِذ لم يتحصَّل لهم عن النَّظَر وٱلاستماع فائدةٌ ؛ قاله مجاهدٌ والسدِّي . وقال الطبريُّ : المرادُ بالضمير المذكور : الأصنامُ ، ووصْفُهم بالنظر كنايةً عن المحاذاة والمقابلة ؛ ولِمَا فيها من تخييلِ النَّظَر ؛ كما تقول : دَارُ فُلاَنٍ تَنْظُر إِلى دار فلان .