Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 4-5)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـٰهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَـٰتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } قالت فرقة : المراد وكم من أَهْلِ قرية . وقالت فرقة : اللفظ يَتَضَمَّنُ هَلاَكَ القرية وأهلها ، وهو أعظم في العُقُوبَةِ ، و « الفاء » في قوله سُبْحَانَهُ : { فَجَاءَهَا بَأْسُنَا } لترتيب القَوْلِ فقط . وقيل : المعنى أَهْلَكْنَاهَا بالخذلان ، وعدم التوفيق ، فجاءها بَأْسُنَا بعد ذَلِكَ و { بَيَٰتاً } ، نصب على المصدر في مَوْضِعٍ الحال ، و { قَائِلُونَ } من القائلة ، وإنما خَصَّ وَقْتَيِ الدَّعَةِ والسكون ؛ لأن مجيء العَذَابِ فيهما أَفْظَعُ وأَهْوَلُ ؛ لما فيه من البَغْتَةِ والفَجْأَةِ . قال أبو حيان : أو للتفصيل ، أي : جاء بعضهم بَأْسُنَا لَيْلاً ، وبعضهم نَهَارَاً انتهى . وقوله عز وجل : { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } هذه الآية يَتَبَيَّنُ منها أن ٱلمرَادَ في الآية قبلها أهل القُرَى ، والدعوى في كلام العَرَبِ تأتي لمعنيين : أحدهما : الدعاء ، ومنه قوله عَزَّ وَجَلَّ : { فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ } [ الأنبياء : 15 ] . والثاني : الادِّعاءُ ، وهذه الآية تَحْتَمِلُ المعنيين ، ثم استثنى سُبْحَانَهُ من غير الأول كأنه قال : لم يكن منهم دُعَاءٌ أو ادِّعَاءٌ إِلاَّ الإقرار ، والاعتراف ، أي : هذا كان بَدَلَ الدعاء ، والادعاء ، واعترافهم . وقولهم : { إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } هو في المُدَّةِ التي ما بين ظُهُورِ العَذَابِ إلى إتيانه على أنفسهم ، وفي ذلك مُهْلَةٌ بحسب نَوْعِ العذاب تَتَّسِعُ لهذه المَقَالَةِ ، وغيرها . وروى ابن مَسْعُودٍ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما هَلَكَ قَوْمٌ حتى يعذروا من أنفسهم " .