Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 6-7)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَلَنَسْـئَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْـئَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ … } الآية وعيد مِنَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لجميع العالم أخبر سبحانه أنه يسأل الأمم أجمع عما بلغ إليهم عنه وعن جميع أعمالهم ، ويسأل النَّبيين عما بَلَّغُوا ، وهذا هو سُؤَالُ التقرير ، فإن اللَّه سبحانه قد أَحَاطَ علماً بكل ذلك قبل السؤال ، فأما الأَنْبِيَاءُ وَالمُؤْمِنون ، فيعقبهم جوابهم رَحْمَةً وكرامة ، وأما الكفار ، ومن نفذ عليه الوَعِيد من العُصَاةِ ، فيعقبهم جوابهم عَذَاباً وتوبيخاً . * ت * : وروى أبو عمر بن عبد البرِّ في كتاب « فَضْلِ العلمِ » بِسَنَدِهِ عن مَالِك أنه قال : بلغني أن العلماء يُسْأَلُونَ يوم القيامة كما تُسْأَلُ الأنبياء يعني عن تَبْلِيغ العِلمِ انتهى . وخرج أبو نُعَيْم الحافظ من حديث الأَعْمَشِ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عَبْدٍ يخطو خطوةً إِلا يُسْأَلُ عنها ما أَرَادَ بها " . وقد ذكرنا حَدِيثَ مسلم عن أبي برزة في غير هذا المَوْضِعِ . وخرج الطبراني بسنده عن ابن عُمَرَ قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان يَوْمُ القِيَامَةِ دَعَا اللَّه بِعَبْدٍ من عِبَادِهِ ، فيوقفه بين يَدَيْهِ ، فيسأله عن جَاهِهِ ، كما يسأله عن عَمَلِهِ " انتهى . وروى مالك عن يحيى بن سَعِيدٍ ، قال : بلغني أن أَوَّلَ ما ينظر فيه من عَمَلِ الْمَرْءِ ، الصلاة ، فإن قُبِلَتْ منه نُظِرَ فيما بقي من عَمَلِهِ ، وإِن لم تُقْبَلْ منه لم يُنْظَرْ في شَيْءٍ من عمله . وروى أبو داود ، والترمذي ، والنَّسائي ، وابن ماجه معنى هذا الحديث مرفوعاً عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول ما يُحاسَبُ به النَّاسُ يوم القِيَامَةِ من أعمالهم الصَّلاَةُ " قال : يقول رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ للملائكة انْظُرُوا في صَلاَةِ عَبْدِي أتمَّهَا أم نَقَصَها ، فإن كانت تَامَّةً كتبت تَامَّةً ، وإن كان انتُقِصَ منها شيءٌ ، قال الله : انظروا هل لعبدي من تَطَوُّعٍ ؟ فإن كان له تَطَوَّع قال : أتموا لعبدي فَرِيضَتَهُ من تَطَوُّعِهِ ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك . انتهىٰ . واللفظ لأبي داود . وقال النسائي : ثم سائر الأعمال تجري على ذلك انتهى من « التذكرة » وقوله سبحانه : { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ } أي : فَلنسْرِدَنَّ عليهم أعمالهم قِصَّةً قصة ، { بِعِلْمٍ } أي : بحقيقة ويقين { وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ } .