Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 50-53)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَاءِ … } الآية : لفظة النداء تتضمن أن أهل النار وَقَعَ لهم علم بأن أهل الجَنَّة يسمعون نِدَاءَهُمْ ، وجائز أن يكون ذلك ، وهم يرونهم بإِدراك يجعله اللَّه لهم عَلَى بُعْدِ السُّفْلِ من العلو ، وجائز أن يكون ذلك ، وبينهم السُّورُ والحجاب المتقدم الذِّكْر . وروي أن ذلك النداء هو عند اطِّلاَع أهل الجنة عليهم . وقوله سبحانه : { أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } إشارة إِلى الطعام . قاله السدي . فيقول لهم أهل الجنة : إن اللَّه حَرَّمَ طعام الجَنَّةِ وشَرَابَهَا على الكافرين ، وإجابة أهل الجنة بهذا الحُكْمِ هو عن أَمْرِ اللَّه تعالى . ومعنى قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً } أي بالإِعْرَاضِ والاستهزاء . بِمَنْ يدعوهم إلى الإسلام . { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا } أي : خدعتهم بزخرفها ، واعتقادهم أنها الغَايَةُ القصوى . وقوله : { فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ } هو من إخبار اللَّه عز وجل عما يَفْعَلُ بهم والنسيان هنا بمعنى التَّرْكِ ، أي : نتركهم في العذاب ، كما تركوا النَّظَر للقاء هذا اليوم . قاله ابن عباس وجماعة . و « ما كانوا » عطف على « ما » من قوله : « كما نسوا » ، ويحتمل أن تقدر « ما » الثانية زائدة ، ويكون قوله : « وكانوا » عَطْفاً على قوله : « نسوا » . وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ جِئْنَـٰهُمْ بِكِتَـٰبٍ } الضمير في « جئناهم » لمن تَقَدَّم ذكره ، و « الكتاب » اسم جنس ، واللام في « لقد » لام قَسَم . وقال يحيى بن سلام : بل الكلام تَمَّ في { يَجْحَدُونَ } ، وهذا الضمير لمكذبي نبينا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وهو ابتداء كلام آخر ، والمراد بالكتاب القرآن ، و { عَلَىٰ عِلْمٍ } معناه : على بَصِيرَةٍ . وقوله سبحانه : { هَلْ يَنظُرُونَ } أي ينتظرون { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } ، أي مآله وعاقبته يوم القيامة . قاله ابن عباس وغيره . وقال السدي : مآله في الدنيا وقعة بَدْرٍ وغيرها ، ويوم القيامة أيضاً ، ثم أخبر تعالى أن مآل حال هذا الدين يوم يأتي يَقَعُ معه نَدَمُهُمْ ، ويقولون تأسُّفاً على ما فاتهم من الإيمان : { قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } ، فالتأويل على هذا من آل يؤول ، { وَنَسُوهُ } يحتمل أن يكون بمعنى الترك ، وباقي الآية بَيِّنٌ . * ت * : وهذا التقرير يُرَجِّحُ تأويل ابن سلام المتقدم .