Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 8-10)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله عز وجل : { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ } التقدير : والوزن الحق ثابت ، أو ظاهر يومئذٍ ، أي يوم القيامة . قال جمهور الأُمَّةِ : إنَّ اللَّه عز وجل أراد أن يبين لعباده أن الحِسَابَ والنظر يوم القِيَامَةِ هو في غَايَةِ التحرير ، ونهاية العَدْلِ بأَمْرٍ قد عرفوه في الدُّنْيَا ، وعهدته أفهامهم ، فميزان القِيَامَةِ له عمود وَكِفَّتَانِ على هيئة مَوَازِينِ الدنيا ، جَمَع لفظ « المَوَازِين » ؛ إذ في الميزان مَوْزُونَاتٌ كثيرة ، فكأنه أراد التَّنْبِيه عليها . قال الفخر : والأظْهَرُ إثبات مَوَازِينَ في يوم القيامة لا ميزان واحدِ ، لظواهر الآيات ، وحمل الموازين على الموزنات ، أو على الميزان الواحد يوجبان العُدُولَ عن ظَاهِرِ اللفظ ، وذلك إنما يُصَارُ إليه عند تَعَذُّرِ حَمْلِ الكلام على ظَاهِرِهِ ، ولا مانع هاهنا منه ، فوجب إِجْرَاءُ اللفظ على حقيقته ، فكما لم يمتنع إثبات مِيزانٍ له كِفَّتان ، فكذلك لا يمتنع إِثْبَاتُ موازين بهذه الصِّفَةِ ، وما الموجب لتَرْكِهِ ، والمصير إلى التأويل . انتهىٰ . قال أبو حَيَّان : موازينه جُمِعَ باعتبار المَوْزُونَاتِ ، وهذا على مذهب الجمهور ؛ في أن الميزَانَ واحد . وقال الحسن : لكل واحدِ ميزَانٌ ، فالجمع إذن حَقِيقَةٌ انتهى . والآيات هُنَا البَرَاهِينُ والأوامر والنواهي . وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ مَكَّنَّـٰكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَـٰيِشَ … } الآية خطاب لجميع الناس ، والمعايش : بكسر الياء دون هَمْزٍ جمع معيشة ، وهي لفظة تعمُّ جَمِيعَ المأكول الذي يُعَاشُ به ، والتحرف الذي يُؤَدِّي إليه ، { وقَلِيلاً } نصب بـ { تَشْكُرُونَ } ويحتمل أن تكون { مَّا } مع الفعل بتأوليل المَصْدَرُ ، و { قَلِيلاً } نعت لِمَصْدَرٍ محذوف ، تقديره : شكراً قليلاً شكركم ، أو شكراً قليلاً تشكرون .