Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 9-19)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقولَه : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ … } الآية ، قال مجاهد ، وابن جبير : ما تكلموا به ، ولكنه علمه اللَّه من قلوبهم ، فأثنى عليهم ؛ ليرغب في ذلك راغب ، وَوَصْفُ اليوم بِعَبُوسٍ تَجُوُّزٌ ، والقَمْطَرِيرُ : هو في معنى العبوس والإرْبِدَاد ؛ تقول : ٱقْمَطَرَّ الرَّجُلُ : إذا جمع ما بين عَيْنَيْهِ . غضباً ، وقال ابن عباس : يعبس الكافر يومئذ حتَّىٰ يسيلَ ما بين عينيه كالقَطِرَانِ ، وَعَبَّرَ ابن عباس عن القمطرير بالطويل ، وعَبَّرَ عنه غيره بالشديد ؛ وذلك كله قريب في المعنى ، والنضرة : جمال البشرة وذلك لا يكون إلاَّ مع فرح النفس وقرة العين . وقوله : { بِمَا صَبَرُواْ } عامٌّ في الصبر عنِ الشهوات وعلى الطاعات والشدائد ، وفي هذا يدخل كُلُّ ما خصص المفسرون من صوم ، وفقر ، ونحوه . وقوله سبحانه : { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً … } الآية ، عبارةٌ عن اعتدال هوائها وذَهَابِ ضَرَرِيِ الحَرِّ والقَرِّ ، والزَّمْهَرِير : أَشَدُّ البرد ، والقطوف : جمع قطف وهو العنقود من النخل والعنب ونحوه ، والقوارير : الزجاج . وقوله تعالى : { مِّن فِضَّةٍ } يقتضي أَنَّها من زجاج ومن فضة ، وذلك متمكن ؛ لكونه من زجاج في شفوفه ومن فضة في جَوْهَرِهِ ، وكذلك فضة الجنةِ شفَّافة ، [ قال القرطبيُّ في « تذكرته » : وذلك أَنَّ لكل قومٍ من تراب أرضهم قَوَارِيرَ ، وأَنَّ ترابَ الجنة فضة ، فهي قوارير من فضة ؛ قاله ابن عباس ، انتهى ] . وقوله تعالى : { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } أي : على قَدْرِ رِيِّهِمْ ؛ قاله مجاهد ، أو على قدر الأَكُفِّ قاله الربيع ، وضمير { قَدَّرُوهَا } يعود إمَّا على الملائكة ، أو على الطائفين ، أو على المنعمين . وقوله سبحانه : { عَيْناً فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلاً } « عيناً » بدل من « كأس » أو من « عين » على القول الثاني ، و { سَلْسَبِيلاً } قيل : هو اسم بمعنى السَّلِسُ المنقاد الجرية ، وقال مجاهد : حديدة الجرية ، وقال آخرون : { سَلْسَبِيلاً } صفة لقوله : { عَيْناً } و { تُسَمَّىٰ } بمعنى تُوْصَفُ وتشهر ، وكونه مصروفاً مما يؤكد كونه صفة للعين لا اسماً . وقوله تعالى : { حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } قال الإمام الفخر : وفي كيفية التشبيه وجوه . أحدها : أَنَّهُم شُبِّهُوا في حسنهم ، وصفاء ألوانهم ، وانبثاثهم في مجالسهم ومنازلهم في أنواع الخدمة ـــ باللؤلؤ المنثورِ ، ولو كانوا صفًّا لَشُبِّهُوا باللؤلؤ المنظوم ؛ أَلاَ ترى أَنَّهُ تعالى قال : { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ } فإذا كانوا يطوفون كانوا متناثرين . الثاني : أَنَّ هذا من التشبيه العجيب ؛ لأَنَّ اللؤلؤ إذا كان متفرقاً يكون أحسنَ في المنظر ؛ لوقوع شعاع بعضه على بعض . الثالث : أَنَّهم شُبِّهُوا باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه ؛ لأَنَّه أحسن وأجمل ، انتهى .