Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 17-19)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } هذه الآية تَرِدُ على من يزعم أن أَفْعَالَ العباد خَلْقٌ لهم ، ومذهب أهل السنة أنها خلق للرب سبحانه كسْبٌ للعبد ؛ روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ يومئذٍ ثلاث قَبَضَاتٍ من حَصًى وتُرَابٍ ، فرمى بها في وجوه القوم ، فانهزموا عند آخر رمْيَةِ ، ويروى أنه قال يوم بدر : « شَاهَتِ الوُجُوهُ » وهذه الفعلة أيضاً كانت يوم « حُنَيْن » بلا خلاف . و { لِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي : ليصيبهم ببلاء حَسَنٍ ، وظاهر وصفه بالحسن يقتضي أنه أراد الغنيمة ، والظفر ، والغزة . { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لاستغاثتكم ، { عَلِيمٌ } بوجوه الحكمة في جميع أفعاله لا إلٰه إلا هو . وقوله سبحانه : { ذَٰلِكُمْ } إشارة إلى ما تقدم من قَتْلِ اللَّه لهم ، ورميه إياهم ، وموضع { ذَٰلِكُمْ } من الإعراب رفع . قال سيبويه : التقدير : الأمر ذلكم ، و { مُوهِنُ } معناه مضعف مبطل . وقوله سبحانه : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ ٱلْفَتْحُ … } الآية : ، قال أكثر المتأولين : هذه الآية مخاطبة لكفار « مكة » ؛ روي أن قريشاً لما عَزَمُوا على الخروج إلى حِمَايَةِ العِيرِ ، تعلقوا بأستار الكعبة ، واستفتحوا ، وروي أن أبا جَهْلٍ قال صبيحة يوم بدر : اللهم ٱنْصُرْ أَحَبَّ الفئتين إليك ، وأظهر خَيْرَ الدِّينَيْنِ عندك ، اللهم أَقْطَعُنَا للرحم فَأَحْنِهِ الغَدَاةَ ، ونحو هذا فقال اللَّه لهم : إن تطلبوا الفَتْحَ فقد جاءكم ، أي : كما ترونه عليكم لاَ لَكُمْ ، وفي هذا توبيخ لهم ، وإن تنتهوا عن كفركم وغيكم فهو خَيْرٌ لكم ، وإن تعودوا للاستفتاح نَعُدْ بمثل وَقْعَةِ بدر ، وباقي الآية بَيِّنٌ .