Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 15-23)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } لا إمَّا زائدةٌ وإما أنْ تكونَ رَدّاً لِقَوْلِ قريشٍ في تكذيبِهم نبوةَ نبينا محمدٍ ـــ عليه السلام ـــ ، ثُمَّ أَقْسَمَ تعالى بالخُنَّسِ الجوارِ الكنَّسِ ، وهي في قولِ الجمهور : الدَّرَارِي السَّبْعَةُ : الشَّمْسُ والقَمَرُ وزُحَلُ وعُطَارِدُ والمرِّيخُ والزُّهْرَةُ والمُشترِي ، وقال عليّ : المرادُ الخمسةُ دونَ الشمسِ والقمر ؛ وذلك أنّ هذه الكواكبَ تَخْنِسُ في جَرْيها أي : تَتَقَهْقَرُ فيما تَرى العينُ ، وهي جَوارٍ في السماءِ ، وهي تَكْنِسُ في أَبراجها أي : تَسْتَتر ، الثعلبي : وقال ابن زيدِ تَخْنِسُ ؛ أي : تَتَأَخَّرُ عَنْ مَطَالِعِها كلَّ سَنَة ، وتَكْنِسُ بالنَّهار ، أي : تستترُ فلاَ تُرَى ، انتهى ، وعَسْعَسَ الليلُ في اللغةِ إذا كَان غَيْرَ مُسْتَحْكَمِ الإظْلاَمِ ، قال الخليل : عَسْعَسَ الليلُ : إذا أَقْبَلَ وأَدْبَرَ ، وقال الحَسَنُ : وقَعَ القَسَمُ بإقبالهِ ، وقال ابن عباسٍ وغيره : بلْ وَقَعَ بإدبارهِ ، وقال المبرد : أقسَمَ بإقباله وإدباره معاً ، وعبارةُ الثعلبي : قالَ الحسنُ عَسْعَسَ الليلُ : أقْبَلَ بظلامِه ، وقال آخرون : أدْبَرَ بظلامِه ، ثم قال : والمعنيانِ يَرْجِعَانِ إلى معنًى واحدٍ ، وهو ابتداءُ الظلامِ في أوله وإدباره في آخرهِ ، انتهى ، ، وتنفَّسَ الصبحُ ، اتَّسَعَ ضوءهُ ، والضميرُ في « إنه » للقرآن ، والرسولُ الكريمُ في قولِ الجمهور ؛ هو جبريلُ ـــ عليه السلام ـــ وقال آخرون : هو النبي صلى الله عليه وسلم في الآيةِ كلِّها ، والقولُ الأول أصحُّ ، و { كَرِيمٍ } صفةٌ تَقْتَضِي رَفْعَ المذَامِّ ، و { مَكِينٍ } معناه : له مكَانَة ورِفْعَة ، وقال عياض في « الشفا » في قوله تعالى : { مُّطَـٰعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } : أكثرُ المفسرينَ عَلى أنَّهُ نبيُّنَا محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، انتهى ، قال * ع * : وأجمعَ المفسرونَ على أن قولَه تعالى : { وَمَا صَـٰحِبُكُمْ } يرادُ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، والضمير في رآه لجبريلَ ـــ عليه السلامُ ـــ وهذه الرؤيةُ التي كانَتْ بعْدَ أمْرِ غارِ حِراءٍ ، وقيل : هي الرؤية التي رآه عند سِدْرَةِ المنتهى .