Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 14-15)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { قَـٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } ، قرّرت الآياتُ قبلها أفعالَ الكَفَرة ، ثم حضَّ على القتال مقترناً بذنوبهم ؛ لتنبعث الحميَّة مع ذلك ، ثم جزم الأمْرَ بقتالِهِمْ في هذه الآيةَ مقترناً بوَعْدٍ وكِيدٍ يتضمَّن النصْرَ عَلَيْهِم ، والظَّفَرَ بهم . وقوله سبحانه : { يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } ، معناه : بالقتل والأسر ، و { وَيُخْزِهِمْ } ، معناه : يذلَّهم علَى ذنوبهم ، يقال : خَزِيَ الرجُلُ يَخْزَى خَزْياً ، إِذا ذَلَّ من حيثُ وَقَعَ في عَارٍ ، وأَخْزَاهُ غيره ، وخزي يخزي خزاية إذا ٱسْتَحَى ، وأما قوله تعالى : { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } ، فيحتمل أنْ يريد جماعةَ المؤمنين ، لأن كلَّ ما يهدُّ من الكُفْرِ هو شفاءٌ مِنْ هَمِّ صدور المؤمنين ، ويحتمل أنْ يريد تخصيصَ قومٍ من المؤمنين ، وروي أنهم خُزَاعَةْ ؛ قاله مجاهدٌ والسُّدِّيُّ ، ووجْه تخصيصهم أنهم الذين نُقِضَ فيهم العهدُ ، ونالتهم الحربُ ، وكان يومئذٍ في خُزَاعَةَ مؤمنون كثير ؛ ويقتضي ذلك قولُ الخزاعيِّ المستَنْصِرِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم : [ الرجز ] @ ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا @@ وفي آخر الرجز : @ وَقَتَّلُونَا رُكَّعاً وَسُجَّدَا @@ وقرأ جمهور الناس : و « يَتُوبُ » - بالرفع - ، على القطْع مما قبله ، والمعنَى أن الآية ٱستأنفت الخبر بأنه قد يَتُوبُ على بعض هؤلاء الكَفَرة الذين أَمَرَ بقتالهم . وعبارةُ * ص * : و « يَتُوب » ، الجمهورُ بالرّفْعِ على ٱلاستئناف ، وليس بداخلٍ في جوابِ الأمر ؛ لأن توبته سبحانه على مَنْ يشاء لَيْسَتْ جزاءً على قتال الكُفَّار . انتهى .