Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 6-13)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰ } إلَى آخرِ السورةِ نَزَلَتْ في أبي جَهْلٍ ، وذلكَ أنَّه طَغَى لِغِنَاهُ وكثرةِ مَنْ يَغْشَى نَادِيه ، فَنَاصَبَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونَهَاهُ عَنِ الصلاةِ في المسجدِ ، وقال : لَئِنْ رأيتُ محمداً يسجُدُ عند الكعبةِ لأَطأَنَّ عنقَه ، فيُرْوَى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رَدَّ عليه القولَ وانْتَهَرَهُ ، وعبارةُ الداووديّ : فَتَهَدَّدَهُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فَقَال أبو جهل : أتُهَدِّدُني ؟ أما واللَّه إني لأكْثَرُ أهْلِ الوادِي نَادِياً فَنَزَلَتْ الآيةُ ، انتهى . و { كَلاَّ } ردُّ على أبي جهلٍ ، ويتَّجِه أَنْ تَكُونَ بمعنى : حقًّا ، والضميرُ في { رَّءَاهُ } للإنسانِ المذكورِ ، كأنَّه قال : أن رأَى نفسَه غَنِيًّا وهِي رُؤْيَةٌ قَلْبِيَّةٌ ؛ ولذلكَ جازَ أن يَعْمَلَ فعلُ الفاعِل في نفسِه ؛ كما تقول : وجَدْتُنِي وَظَنَنْتُنِي ، ثم حقَّرَ تعالى غِنَى هذا الإنسانِ وحالَه بقولهِ : { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } أي : بالحَشْرِ والبعثِ يومَ القيامةِ ، وفي هذا الخبرِ وعيدٌ للطاغينَ من الناسِ ، ثم صرَّح بذكْرِ النَّاهِي لمحمدٍ ـــ عليه السلام ـــ ، ولا خِلاَفَ أن الناهِيَ أبو جهلٍ ، وأن العَبْدَ المصلّيَ هو محمدٌ ـــ عليه السلام ـــ .