Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 21-23)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً } الآية لما ذكر عذاب الكفار وبطلان أعمالهم ذكر هنا كيفية حجتهم عند تمسك أتباعهم ، وكيفية افتضاحهم عندهم . و " بَرَزَ " معناه في اللغة : ظَهَرَ بَعْدَ الخفاءِ ، ومنه يقال للمكانِ الواسع البرَازُ لظهوره . وقيل : في قوله تعالى : { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } [ الكهف : 47 ] أي : ظاهرة لا يسترها شيء وامْرأةٌ بَرْزَةٌ : إذا كانت تظهر للنَّاس ، ويقال : فلانٌ برز على أقرانه ، إذا فاقهم وسبقهم ، وأصله في الخيل إذا سبق أحدهما قيل : بَرَزَ عَليْهَا كأنَّهُ قد خرج من غُمارها . وورد بلفظ الماضي وإن كان معناه الاستقبال ؛ لأنَّ كل ما أخبر الله عنه فهو حقٌّ وصدق ، فصار كأنه قد حصل ، ودخل في الوجود ، كقوله تعالى : { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [ الأعراف : 50 ] . فصل البُرُوزُ في اللغة قد تقدَّم أنه بمعنى الظُّهور بعد الاستِتَارِ وهذا في حق الله محالٌ ، فلا بد من التأويل ، وهو من وجوه : الأول : أنهم كانوا يستترون من الغير عند ارتكاب الفواحش ويظنون أن ذلك يخفى على الله تعالى فإذا كان يوم القيامة انكشفوا عند الله تعالى وعلموا أن الله لا يخفى عليه خافية . والثاني : أنَّهم خرجوا من قبورهم ، فبرزوا لحساب الله تعالى قالت الحكماءُ : إنَّ النفس إذا فارقت الجسد فكأنه زال الغطاء ، وبقيت متجردة بذاتها عارية عن كل ما سواها وذلك هو البروز لله تعالى ـ . ثم حكى أن الضعفاء يقولون للرؤساء " إنّا كنا لكم تبعاً " أي : إنما اتبعناكم لهذا اليوم " فَهلْ أنتُم مُّغنُونَ " دافعون : { عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } . و " تَبَعاً " يجوز أن يكون جمع تابع ، كخَادِم وخَدَم ، وغَائِب وغَيَب ونَافِر ونَفَر ، وحَارِس وحَرَس ، ورَاصِد ورَصَد . ويجوز أن يكون مصدراً ، نحو : قَوْمٌ عَدْلٌ ، ففيه التأويلات المشهورة . قوله : { مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } في " مِنْ " و " مِنْ " [ أربعة ] أوجه : أحدها : أنَّ " مِنْ " الأولى للتبيين ، والثانية للتبعيض ، تقديره : مغنون عنا بعض الشيء الذي هو عذاب الله ، قاله الزمشخريُّ . قال أبو حيان : هذا يقتضي التقديم في قوله : " مِنْ شيءٍ " على قوله : " من عذاب الله " ؛ لأنه جعل " من شيء " هو المبين بقوله : " من عذاب الله " و " من " التبيينية مقدم عليها ما تبينه ولا يتأخر . قال شهاب الدِّين : كلام الزمخشري صحيح من حيث المعنى ؛ فإن " من عذاب الله " لو تأخر عن " شيء " كان صفة له ، ومبيناً ، فلما تقدم انقلب إعرابه من الصفة إلى الحال ، وأما معناه وهو البيان فباق لم يتغير . الثاني : أن يكونا للتبعيض معاً ، بمعنى : هل أنتم مغنون عنا بعض شيء هو بعض عذاب الله ؛ أي : بعض بعض عذاب الله ، قاله الزمخشري . قال أبو حيان : وهذا يقتضي أن يكون بدلاً ، فيكون بدل عام من خاص ، وهذا لا يقال ؛ فإن بعضية الشيء مطلقة ، فلا يكون لها بعض . قال شهاب الدين : لا نزاع أنه يقال : بعض البعض ، وهي عبارة متداولة ، وذلك البعض المتبعض هو كل لأبعاضه بعض لكله ، وهذا كالجنس المتوسط ، هو نوع لما فوقه ، جنس لما تحته . الثالث : أن " مِنْ " في " مِنْ شَيءٍ " مزيدة ، و " مِنْ " في " مِنْ عذابِ " فيها وجهان : أحدهما : أن تتعلق بمحذوف ؛ لأنها في الأصل صفة لـ " شيء " فلما تقدمت نصبت على الحال . والثاني : أنها تتعلق بنفس " مغنون " على أن يكون " من شيء " واقعاً موقع المصدر ، أي : غناء ، ويوضح هذا ما قاله أبو البقاء رحمه الله تعالى قال : و " من " زائدة أي شيئاً كائناً من عذاب الله سبحانه وتعالى ، ويكون محمولاً على المعنى ، تقديره : هل تمنعون عنا شيئاً ؟ ويجوز أن يكون " شيء " واقعاً موقع المصدر ، أي غناء ، فيكون " من عذاب الله " متعلقاً بـ " مغنون " ، و " من " في " من شيء " لاستغراق الجنس زائدة للتوكيد . فصل هذه التبعية يحتمل أن يكون المراد منها التبعية في الكفر ، ويحتمل أن يكون المراد منها التبعية في أحوال الدنيا ، فعند ذلك قال الذين استكبروا للضعفاء : " لو هدانا الله لهديناكم " قال ابن عباس رضي الله عنهما : معناه لو أرشدنا الله لأرشدناكم . قال الواحدي : معناه أنهم إنما دعوهم إلى الضلال ؛ لأن الله تعالى أضلهم فلم يهدهم ، فدعوا أتباعهم إلى الضلال ، ولو هداهم لدعوهم إلى الهدى . قال الزمخشري : لعلهم قالوا ذلك مع أنهم كذبوا فيه ، ويدل عليه قوله تعالى حكاية عن المنافقين : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ } [ المجادلة : 18 ] . واعلم أن المعتزلة لا يجوزون صدور الكذب على أهل القيامة ، فكان هذا القول منه مخالفاً لأصول مشايخه ، فلا يقبل . وقال الزمخشري : يجوز أن يكون المعنى : لو كنا من أهل اللطف ، فلطف بنا ربنا فهدانا إلى الإيمان لهديناكم إلى الإيمان . وذكر القاضي هذا الوجه وزيفه بأن قال : لا يجوز حمل هذا على اللطف ؛ لأن ذلك قد فعله الله تعالى . وقيل : لو خلصنا الله من العذاب ، وهدانا إلى طريق الجنة ، لهديناكم ؛ بدليل أن هذا هو الذي التمسوه وطلبوه . قوله : { سَوَآءٌ عَلَيْنَآ } إلى آخره فيه قولان : أحدهما : أنه من كلام المستكبرين . والثاني : أنه من كلام المستكبرين والضعفاء معاً ، وجاءت كل جملة مستقلة من غير عاطف دلالة على أن كلاًّ من المعاني مستقل بنفسه كافٍ في الإخبار ، وقد تقدَّم الكلام في التسوية والهمزة بعده في أول البقرة . والجَزَعُ : عدمُ احتمالِ الشدَّة ، قال امرؤ القيس : [ الطويل ] @ 3206ـ جَزِعْتُ ولَمْ أجْزَعْ مِنَ البيْنِ مَجْزَعاً وعَزَّيْتُ قلْباً بالكَواعِبِ مُولعَا @@ وقال الراغب : " أصلُ الجَزْعِ : قطعُ الحَبْلِ ، يقال : جَزعْتهُ فانْجَزعَ ومنه : جِزْعُ الوادي لمنقطعه ، ولانقطاع اللون بتغيره . وقيل للخرز المتلون : جِزْع ، واللحم المُجَزَّعُ : ما كان ذا لونين والبسرة المجزعة : أن تبلغ الأرطاب نصفها ، والجَاذِعُ : خشبة تجعل في وسط البيت فتلقى عليها رؤوس الخشب من الجانبين ، وصور الجزعة لما حمل عليه من العبء أو لقطعه بطوله وسط البيت " . والجَزَع أخص من الحزن ، فإن الجزع حزنٌ يصرف الإنسان عما هو بصدده . والمَحِيصُ : يكون مصدراً كالمَغِيب والمَشِيب ، ويكون اسم مكان ، كالمَبِيت والمَضِيق ويقال : حَاصَ عنه وحَاضَ بمعنى واحد ، ويقال : خاض بالضاد المعجمة ، وجصنا بها بالجيم . والمعنى : ما لنا من ملجأ ولا مهرب . فقام إبليس عند ذلك فخطبهم فقال { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ } . قوله : { وَعْدَ ٱلْحَقِّ } يجوز أن يكون من باب إضافة الموصوف لصفته ، كقوله تعالى : { وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } [ ق : 9 ] ومسجد الجامع ، أي : الوعد الحق ، وأن يراد بـ " الحقِّ " صفة الباري تعالى ـ ، أي : وعدكم الله وعده الحق ، وأن يراد بـ " الحَقِّ " البعث ، والجزاء على الأعمال ، فتكون إضافة صريحة . وقيل : وعدكم الحق ثمَّ ذكر المصد تأكيداً ، وفي الكلام إضمارٌ من وجهين : الأول : التقدير : أن الله وعدكم وعد الحق فصدقكم ووعدتكم فـأخلفتكم وحذف لدلالة الحال على صدق ذلك الوعد ؛ لأنهم شاهدوه . والثاني : قوله : ووعدتكم فأخلفتكم الوعد ، يقتضي مفعولاً ثانياً ، وحذف للعلم به تقديره : ووعدتكم أن لا جنّة ، ولا نار ، ولا حشر ، ولا حساب . فصل لما [ ذكر ] الله سبحانه وتعالى المناظرة التي وقعت بين الرؤساء والأتباع أردفها بالمناظرة التي وقعت بين الشيطان وأتباعه فقال : { وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ } قال المفسرون : إذا استقر أهلُ الجنَّة في الجنَّة ، وأهل النَّار في النَّار أخذ أهل النار في لوم إبليس وتقريعه ، فيقوم فيما بينهم خطيباً ، فيقول : " إنَّ اللهَ وعدَكُمْ وعْدَ الحقِّ ووَعدتُّكُمْ فأخْلفَتُكُمْ " . وقيل : المراد من قوله تعالى : { لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ } أي : لما انقضت المحاسبة والمراد من الشيطان : إبليس لعنه الله ! . قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } أي : قدرة وتسلط ، وقهر فأقهركم على الكفر والمعاصي . قوله : { إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ } فيه وجهان : أظهرهما : أنه استثناء منطقع ؛ لأنَّ دعاءه ليس من جنس السُّلطان ، وهو الحجة البينة فهو كقولكم : ما تَحِيَّتُم إلاَّ الضرب . والثاني : أنه متصل ؛ لأن القدرة على حمل الإنسان على الشر تارة تكون بالقهر وتارة بتقوية الداعية في قلبه بإلقاء الوسوسة في قلبه ، فهو نوع من التسلُّط . وقرىء " فَلا يَلُومُونِي " بالياء من تحت الالتفات ، كقوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] . ظاهر هذه الآية يدل على أن الشيطان لا قدرة له على صرع الإنسان وتعويج أعضائه وجوارحه وإزالة عقله كما يقوله العوام . ومعنى الآية : ما كان مني إلا الدعاء والوسوسة وأنتم سمعتم دلائل الله وشاهدتم مجيء أنبياء الله ؛ فكان من الواجب أن لا تغتروا بقولي ، ولا تلتفتوا إليَّ ، فلما رجحتم الوسوسة على الدلائل الظاهرة كان اللََّوم عليكم لا عليَّ . قالت المعتزلة : هذه الآية تدل على أشياء : أحدها : أنه لو كان الكفر والمعصية من الله تعالى لوجب أن يقال : فلا تلوموني ولا تلوموا أنفسكم فإنَّ الله تعالى قضى عليكم بالكفر ، وأجبركم عليه . والثاني : أن ظاهر هذه الآية يدلُّ على أنَّ الشيطان لا قدرة له على تصريع الإنسان ، ولا على تعويج أعضائه وإزالة عقله . والثالث : يدل على أنَّ الإنسان لا يجوز لومه ، وذمه ، وعقابه بسبب فعل الغير ، وعند هذا يظهر أنه لا يجوز عقاب أولاد الكفار بسبب كفر آبائهم . وأجاب بعضهم عن هذه الوجوه : بأن هذا قول الشيطان ، فلا يجوز التمسك به . وأجاب الخصم عنه : بأنه لو كان هذا القول منه باطلاً لبينه الله تعالى وأظهر إنكاره ، فلا فائدة من ذلك اليوم في ذكر الكلام الباطل ، والقول الفاسد . ألا ترى أن قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ } كلام حق ، وقوله { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } قول حق بدليل قوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } [ الحجر : 42 ] . قال ابن الخطيب رحمه الله ـ : دلت هذه الآية على أنَّ الشيطان [ الأصلي ] هو النفس ؛ لأن الشيطان بين أنَّه ما أتى إلاَّ بالوسوسة ، فلولا الميل الحاصل بسبب الشهوة ، والغضب ، والوهم ، والخيال لم يكن لوسوسته تأثير ألبتَّة ، فدل على أنَّ الشيطان الأصلي هو النفس . فإن قيل : لِمَ قال الشيطان : " فَلا تَلُومونِي ولُومُوا أنْفُسكمْ " وهو ملوم بسبب وسوسته ؟ . فالجواب : أراد لا تلوموني على فعلكم : " ولوموا أنفسكم " عليه ؛ لأنكم عدلتم عما توجه من هداية الله تعالى لكم . قوله تعالى : { مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ } العامَّة على فتح الياءِ ؛ لأن الياء المدغم فيها تفتح أبداً ، لا سيما وقبلها كسرتان . وقرأ حمزة بكسرها ، وهي لغة بني يربوع ، وقد اضطربت أقوال النَّاسِ في هذه القراءة اضطراباً شديداً ، فمن مجترىء عليها ، ملحن لقارئها ، ومن مجوِّز لها من غير ضعف قال : إنَّها لغة بني يربوع ، والأصل : بمُصرخينَ لي [ فحذفت ] النون للإضافة وأدغمت ياء الجماعة في ياء الإضافة ، ومن مجوِّز لها بضعف . قال حسين الجعفيُّ رحمه الله ـ : سألت أبا عمرو عن كسر الياء ؛ فأجازه وهذه الحكايةُ تحكى عنه بطرق كثيرة منها ما تقدَّم . ومنها : سألت أبا عمرو ، قلت : إنَّ أصحاب النحو يلحنوننا فيها ، فقال : هي جائزة أيضاً ، إنَّما أراد تحريك الياء ، فلست تبالي إذا حركتها إلى أسفل أم إلى فوق . وعنه : من شاء فتح ، ومن شاء كسر . ومنها : أنه قال : بالخفض حسنة ، وعنه قال : قدم علينا أبو عمرو بن العلاءِ فسألته عن القرآن ، فوجدته به عالماً ، فسألته عن شيء قرأ به الأعمش ، [ واستقرأ ] به : { وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ } بالجر ، فقال : هي جائزة ، فلما أجازها وقرأ بها الأعمش أخذت بها . وقد أنكر أبو حاتم على أبي عمرو تحسينه لهذه القراءة ، ولا التفات إليه ؛ لأَنَّه علم من أعلام القرآن ، واللغة ، والنحو ، واطلع على ما لم يطلع عليه من فوق السجستاني : [ البسيط ] @ 3207ـ وابْنُ اللَّبُونِ إذا ما لُزَّ في قَرنٍ لمْ يَسْتطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ @@ ثم ذكر العلماء في ذلك توجيهات : منها : أن الكسر على أصل التقاء الساكنين ، وذلك أنَّ ياء الإعراب ساكنة وياء المتكلم أصلها السُّكون ، فلما التقيا كسرت ؛ لالتقاء الساكنين . الثاني : أنها تشبه هاء الضمير في أنَّ كلاًّ منهما ضمير على حرف واحد و " هاء " الضمير توصل بواو إذا كانت مضمومة ، وبياء إذا كانت مكسورة ، وتكسر بعد الكسرة والياء ساكنة ؛ فتكسر كما تكسر الهاء في : " عَليْهِ " ، وبنو يربوع يصلونها بياء كما يصل ابن كثير نحو " عليهي " بياء ، فحمزة كسر هذه الياء من غير صلة ، إذ أصله يقتضي عدمها . وزعم قطربٌ أنها لغة بني يربوع . قال : يزيدون على ياء الإضافة ياء ؛ وأنشد : [ الرجز ] @ 3208ـ مَاضٍ إذَا ما هَمَّ بالمُضِيِّ قَال لهَا : هَلْ لَكِ يَا تَافِيِّ @@ وأنشده الفراء وقال : فإن يك ذلك صحيحاً ، فهو مما يلتقي من الساكنين فنخفض الآخر منها . وقال أبو علي : قال الفرَّاءُ في كتاب التصريف له : زعم القاسم بن معنٍ أنه صواب ، وكان ثقة بصيراً . وممن طعن عليها أبو إسحاق قال : هذه القرءاة عند جميع النحويين رديئةٌ مرذولة ، ولا وجه لها إلا وجه ضعيف . وقال أبو جعفر : " صار هذا إدغاماً ، ولا يجوز أن يحمل كتاب الله عزَّ وجلَّ على الشذوذ " . وقال الزمخشري : هي ضعيفة ، واستشهدوا لها ببيت مجهول : [ الرجز ] @ 3209ـ قَال لهَا : هَلْ لكِ يَا تَافيِّ قالتْ لهُ : مَا أنْتَ بالمَرْضِيِّ @@ وكأن قدر ياء الإضافة ساكنة ، وقبلها ياء ساكنة فحركها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين ، ولكنه غير صحيح ؛ لأنَّ ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف نحو : عَصَاي ، فما بالها وقبلها ياء ؟ . فإن قلت : جرت الياء الأولى مجرى الحرف الصحيح لأجل الإدغام ، فكأنها ياء وقعت بعد حرف صحيح ساكن فحركت بالكسر على الأصل . قلت : هذا قياس حسنٌ ، ولكن الاستعمال المستفيض الذي هو بمنزلة الخبر المتواتر تتضاءل إليه القياسات . قال أبو حيان رحمه الله تعالى ـ : " أما قوله : واستشهدوا لها ببيت مجهول ، فقد ذكر غيره أنه للأغلب العجلي ، وهي لغة باقية في أفواه كثير من النَّاس إلى اليوم ، يقولون : ما فيِّ أفعلُ كذا بكسر الياء " . قال شهابُ الدِّين : الذي ذكره صاحب هذا الرجز هو الشيخ أو شامة قال ورأيته أنا في أوَّل ديوانه ، وأول هذا الرجز : @ 3210ـ أقْبَلَ فِي ثَوْبٍ مَعَافِريِّ عِنْدَ اختلاطِ اللَّيْلِ والعَشِيِّ @@ ثم قال أبو حيان : وأما التقدير الذي ذكره فهو توجيه الفراء نقله عن الزجاج وأما قوله : في غضون كلامه حيثُ قبلها ألف ، فلا أعلم " حيث " يضاف إلى الجملة المصدرة بالظرف ، نحو : " قعد زيد حيث أمام عمرو بكر ، فيحتاج هذا التركيب إلى سماع " . قال شهابُ الدين رحمه الله ـ : " إطلاق النحاة قولهم : إنها تضاف إلى الجمل كاف في هذا ، ولا يحتاج تتبع كلَّ فرد فرد مع إطلاقهم القوانين الكلية " . ثم قال : وأما قوله : لأن ياء الإضافة إلى آخره ، قد روي بسكون الياء بعد الألف ، وقد قرأ بذلك القراء ، نحو : { وَمَحْيَايَ } [ الأنعام : 162 ] . قال شهاب الدين : مجيء السُّكون في هذه الياء لا يفيده ههنا ، وإنَّما كان يفيده لو جاء بها مكسورة بعد الألف فإنه محل البحث ، وأنشد النحاة بيت الذبياني بالكسر والفتح ، وهو قوله : [ الطويل ] @ 3211ـ عَليَّ لِعمْرٍو نِعْمةٌ بَعْدَ نِعْمةٍ لِوالِدهِ ليْسَتْ بِذاتِ عَقارِبِ @@ وقال الفراء في كتاب " المَعانِي " له : " وقد خفض الياء من " مصرخي " الأعمش ويحيى بن وثاب جميعاً حدّثني بذلك القاسم بن معنٍ عن الأعمش ، ولعلها من وهم القراء فِإنه قلَّ من سلم منهم من الوهم ، ولعله ظن أنَّ الياء في { بِمُصْرِخِيَّ } خافضة للفظ كله ، والياء للمتكلم خارجة عن ذلك ، قال : ومما [ نرى ] أنهم وهموا فيه قوله { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } [ النساء : 115 ] بالجزم في الهاء " ، ثمَّ ذكر غير ذلك . وقال أبوعبيدٍ : أمَّا الخفض فإنا نراه غلطاً ؛ لأنَّهم ظنوا أنَّ الياء تكسر كل ما بعدها ، وقد كان في القراء من يجعله لحناً ، ولا أحبُّ أن أبلغ به هذا كله ، ولكن وجه القراءة عندنا غيرها . وقال الأخفش : " ما سمعت بهذا من أحد من العرب ولا من أحد من النحويين " . قال النحاس : فصار هذا إجماعاً ، ولا يجوز ، فقد تقدَّم ما حكاهُ النَّاس من أنها لغة ثابتة لبعض العرب . وقد انتدب لنصرة هذه القراءة أبو علي الفارسي قال في حجَّته : " وجه ذلك أن الياء ليست تخلو من أن تكون في موضع نصب أو جر ، فالياء في النصب والجر كالهاء فيهما وكالكاف في " أكْرَمْتُكَ " وهذا لك ، فكما أنَّ الهاء قد لحقها الزيادة في " هذا لهو ، وضربهو " ، ولحق الكاف أيضاً الزيادة في قول من قا ل : " أعْطَاكهُ " و " أعْطَيْتكَهُ " فيما حكاهُ سيبويه وهما أختا الياء ، ولحقت الياء الزيادة في قول الشاعر : [ الهزج ] @ 3212ـ رَمَيْتِيهِ فأصْمَيْتِ ومَا أخْطَأتِ [ في ] الرَّميَه @@ كذلك الحقوا الياء الزائدة من المد ، فقالوا : فيِّ ، ثمَّ حذفت الياء الزائدة على الياء كما حذفت الزيادة من الهاء في قول من قال : [ الطويل ] @ 3213ـ … … لَهْ أرِقَانِ @@ وزعم أبو الحسن : أنَّها لغة " . ومراد أبي علي بالتنظير بالبيت في قوله : " له أرِقَانِ " حذف الصلة ، واتفق أن في البيت أيضاً حذف الحركة ولو مثل بنحو " عَليْهِ " و " فِيهِ " لكان أولى . ثمَّ قال الفارسي : كما حذفت الزيادة من الكاف فقيل : أعطيتكه ، وأعطيتكيه كذلك حذفت الياء اللاحقة للياء كما حذفت من أختها ، وأقرت الكسرة التي كانت تلي الياء المحذوفة فبقيت الياء على ما كانت عليه من الكسرِ . قال : فإذا كانت الكسرة في الياء على هذه اللغةِ ، وإن كان من غيرها أفشى منها ، وعضده من القياس ما ذكرنا ما لم يجز . لقائل أن يقول : إنَّ القراءة بذلك لحن ، [ لاستقامة ] ذلك في السَّماع والقياس ، وما كان كذلك لا يكون لحناً ، وهذا [ التوجيه ] يوضح التوجيه الثاني الذي تقدَّم ذكره ، وأما التوجيه الأول فأوضحه الفراء أيضاً . قال الزجاج : " أجاز الفراء على وجه ضعيف الكسر ؛ لأن أصل التقاء الساكنين الكسر " . قال الفراء : " ألا ترى أنهم يقولون : مذُ اليوم ، ومُذِ اليوم ، والرفع في الذال هو الوجه ؛ لأنه أصل حركة " مُذْ " والخفض جائز ، فكذلك الياء من " مُصرخِيِّ " خفضت ولها أصل في النصب " . قال شهاب الدين : تشبيه الفراء المسألة بـ " مُذُ اليَوْم " فيه نظر ؛ لأن الحرف الأول صحيح لم يتوالى قبله كسر ، بخلاف ما نحن فيه ، وهذا هو الذي عناه الزمخشريُّ بقوله المتقدم : فكأنَّها وقعت بعد حرف صحيح ، وقد اضطرب النقل عن الفراء في هذه المسألة كما ترى من [ نقل ] بعضهم عنه ، التخطئة مرة [ والتصويب ] أخرى ، ولعل الأمر كذلك فإنَّ العلماء يسألون فيجيبون مما يحضرهم حال السؤال ، وهي مختلفة التوجيه . الثالث : أن الكسر للإتباع لما بعدها ، وهو كسر الهمزة من " إنِّي " كقراءة " الحَمْدِ للهِ " وكقولهم : بِعِير وشِعِير ، وشِهِيد ، بكسر أوائلها إتباعاً لما بعدها وهو ضعيف جدًّا . التوجيه الرابع : أنَّ المسوغ لهذا الكسر في الياء ، وإن كان مستقلاً أنها لما أدغمت فيها التي قبلها قويت بالإدغام ، فأشبهت الحروف الصحاح فاحتملت الكسر لأنه إنما يستثقل فيها إذا حذفت ، وانكسر ما قبلها ، ألا ترى أن حركات الإعراب تجري على المشدد ، ما ذاك إلا إلحاقه بالحروف الصحاح . والمُصْرِخ : المُغِيثُ : يقال : استصرختُه فأصرخني ، أي : فأغَاثِني فكأن همزه للسكت ، أي : أ زَالَ صُراخِي . والصَّارخُ : هو المُسْتَغِيثُ ، قال : [ الطويل ] @ 3214ـ فَلاَ تَجْزَعُوا إنِّي لَكُمْ غَيْرُ مُصْرِخٍ ولَيْسَ لَكُمْ عِنْدِي غَنَاءُ ولا نَصْر @@ ويقال : صَرَخَ يَصْرخُ صَرْخاً وصرخة ؛ قال : [ البسيط ] @ 3215ـ كُنَّا إذَا مَا أتَانَا صَارِخٌ فَزِعٌ كَانَ الصُّرَاخُ لَهُ قرْعَ الظَّنَابِيبِ @@ يريد : كان بدل [ الصراخ ] ، فحذف المضاف ، وأقام المصدر الثلاثي مقام المصدر الرباعي ، نحو { أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] . والصَّريخُ : القومُ المُسْتَصرخُونَ ، قال : [ الكامل ] @ 3216ـ قَوْمٌ إذَا سَمِعُوا الصَّريخَ رأيْتهُمْ مَا بَيْنَ مُلْجمِ مُهرهِ أو سَافِعِ @@ والصَّريخُ : أيضاً : المعينون ، فهو من الأضداد ، وهو محتملٌ أن يكون [ وصفاً ] على " فَعِيل " كالخليطِ ، وأن يكون مصدراً في الأصل ، قال " فَلا صَريخَ لَهُمْ " ، فهذا يحتمل ، وأن يكون فعيلاً بمعنى المفعل ، أي : فلا مُصْرِخَ لهم ، أي : ناصر وتصرَّخَ تكلَّف الصُّراخ . قوله : { إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ } يجوز في " ما " وجهان : [ أحدهما : أن يكون بمعنى الذي ، ثمَّ في المراد بعد الموصول وجهان : ] أحدهما : أنه الأصنام ، تقديره : بالصَّنم الذي أشركتموني به ، أي : بالصنم الذي أطعتموني كما أطعتموه ، كذا قال أبو البقاء ، والعائد محذوف ، فقدره أبو البقاء : بما أشركتموني به ، ثم حذف يعني بعد حذف الجار ، ووصول الفعل إليه ، ولا حاجة إلى تقديره مجروراً بالياء ؛ لأن هذا الفعل متعدّ لواحد ، نحو : شركتُ زيداً ، فلما دخلت همزة الفعل أكسبته ثانياً ، هو العائد ، تقول : أشْرَكْتُ زيْداً عَمْراً ، أي جعلتهُ شريكاً له . الثاني : أنه الباري تعالى ـ ، أي : بما أشركتموني به ، أي : بالله تعالى . قال القرطبي : المعنى : أن إبليس قال : إني كفرت بالله الذي أشركتموني به من قبل كفركم ، أي : أنَّ كفره كان قبل كفر أتباعه ، وتكون " مَا " بمعنى " مَنْ " والكلام في العائد كما تقدَّم ، إلا أن فيه إيقاع " مَا " على العاقل والمشهور أنَّها لغير العاقل . قال الزمخشري : " ونحو " مَا " هذه " مَا " في قوله : " سُبْحانَ مَا سخَّركُنَّ لنَا " ومعنى إشراكهم الشيطان بالله تعالى طاعتهم له فيما كان يزينه لهم من عبادة الأوثان " . قال أبو حيان : " ومن منع ذلك جعل سبحان هنا علماً على معنى التَّسبيح ، كما جعل " برَّة " علماً للمبرة ، و " ما " مصدرية ظرفية " ، أي : فيكون على حذف مضاف أي : سبحان صاحب تسخيركن ؛ لأن التسبيح لا يليقُ إلا بالله عزَّ وجلَّ ـ … الوجه الثاني : أن " ما " مصدرية ، اي : بإشراككم إياي مع الله ، لي الطاعة . قوله " مِنْ قَبْلُ " متعلق بـ " كَفرْتُ " على القول الأوَّل ؛ أي كفرت من قبل حين أبَيْتُ السجود لآدم عليه السلام بالذي أشركتموني وهو الله سبحانه وتعالى ـ ، وبـ " أشْرَكْتُ " على الثاني ، أي : كفرت اليوم بإشراككم إيَّاي من قبل هذا اليوم أي : في الدنيا ، كقوله { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ } [ فاطر : 14 ] ، هذا قول الزمخشري رحمه الله ـ . وجوَّز أبو البقاء تعلقه بـ " كَفرْتُ " وبـ " أشْرَكْتمُونِي " من غير ترتيب على كون : " مَا " مصدرية أوموصولة . فقال : و " مِنْ قَبْلُ " متعلق بـ " أشْرَكْتمُونِي " ، أي : كفرت الآن بما أشركتموني من قبل . وقيل : هي متعلقة بـ " كَفرْتُ " أي : كفرت من قبل إشراككم ، فلا أنفعكم شيئاً . وقرأ أبو عمرو بإثبات الياء في " أشْرَكْتمُونِي " وصلاً ، وحذفها وقفاً ، وحذفها الباقون وصلاً ووقفاً ، وهنا تم كلام الشيطان . وقوله { إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } من كلام الله تعالى ـ ، ويجوز أن يكون من كلام الشيطان . و " عَذابٌ " يجوز رفعه بالجار قبله على أنَّه الخبر ، وعلى الابتداء وخبره الجار . قوله تعالى : { وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الآية لما شرح حال الأشقياء شرح أحوال السُّعداءِ فقال ـ ، عزَّ وجلَّ { وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } قرأ العامة " أدْخِلَ " ماضياً مبنياً للمفعول ، والفاعل الله أو الملائكة . وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد : " أدخلُ " مضارعاً مستنداً للمتكلم وهو الله تعالى فمحل الموصول على الأولى رفع ، وعلى الثانية نصبٌ . قوله : { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } في قراءة العامة يتعلق بـ " أدْخِلَ " أي : أدخلوا بأمره ، وتيسيره . ويجوز تعلقه بمحذوف على أنَّه حال ، أي : ملتبسين بأمر ربهم . وجوز أبو البقاء ِأن يكون من تمام : " خَالِدينَ " يعني : أنه متعلق به ، وليس بممتنع ، وكذا على قراءة الشَّيخين . فقال الزمخشريُّ : فإن قلت : " فَبِمَ يتعلَّق في القراءةِ الأخرى ، وقولك : وأدخل أنا بإذن ربهم كلام غير ملتئم ؟ . قلت : الوجه في هذه القراءة أنَّه يتعلق بما بعده ، أي : تحيتهم فيها سلام بإذنِ ربهم " . ورد عليه أبو حيَّان هذا بأنه لا يتقدم معمول المصدر عليه . وقد علقه غير الزمخشريِّ بـ " أدْخِلَ " ، ولا تنافر في ذلك ؛ لأنَّ كلَّ أحد يعلم أنَّ المتكلم في قوله : " وأدْخِلَ " أنه هو الله تعالى ـ . وأحسن من هذين أن يتعلق بما بعده ، أي : تحيتهم فيها سلامٌ بإذن ربهم ورد في هذه القراءة بمحذوف على أنَّه حال كما تقدَّم تقديره . و " تَحِيَّتُهُمْ " مصدر مضاف لمفعوله ، أي : يحييهم الله تعالى ، أو ملائكته ، ويجوز أن يكون مضافاً لفاعله ، أي : يحيى بعضهم بعضاً . ويعضد الأول { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم } [ الرعد : 23 ، 24 ] و { فِيهَا } متعلق به . فصل أعلم أنَّ الثَّواب منفعة خالصة دائمة مقرونة بالتعظيم ، فأشار بقوله تعالى : { وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } إلى المنفعة الخالصة وأشار بقوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } إلى دوامها ، وأشار إلى كونها مقرونة بالتعظيم بقوله { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } أي : بإذن الله وأمره ، وبقوله عزَّ وجلَّ { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } [ يونس : 10 ] أي : أنهم يحيى بعضهم بعضاً بهذه الكلمة ، أو الملائكة يحيونهم بها ، كما قال تعالى : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم } [ الرعد : 23 ، 24 ] والرَّب الرحيم أيضاً يحييهم [ بهذه الكلمة ] { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } [ يس : 58 ] والسلام مشتق من السلامة ، أي : أنهم سلموا من آفات الدنيا آمنوا من أمراضها وأسقامها .