Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 38-40)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : " وَعَاداً وَثمُوداً " نصب " بأَهْلَكْنَا " مقدراً ، أو عطف على مفعول " فَأَخَذَتْهُمْ " أو على منصوب " ولقد فتنا " أول السورة ، وهو قول الكسائي . وفيه بعد كثير وتقدم تنوين " ثمود " ، وعدمه في هود ، وقرأ ابن وثاب : " وعادٍ وَثُمُودٍ " بالخفض عطفاً على " مَدْيَنَ " عطف لمجرد الدلالة ، وإلا يلزم أن يكون شعيبٌ مرسلاً إليهما ، وليس كذلك . قوله : { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } أي ما حلَّ بهم وقرأ الأعمش : " مَسَاكِنُهُم " بالرفع على الفاعلية بحذف " من " . ثم ( بين ) سبب ( ما ) جرى عليهم فقال : { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } أي عن سبيل الحق ، وهو عبادة الله " وكَانُوا مُسْتَبصْرِينَ " قال مقاتل والكلبي وقتادة كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم يحسبون أنهم على هدى ، وكانوا على الباطل ، والمعنى أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين وقال الفراء : كانوا عقلاء ذوي بصائر . وقيل : كانوا مستبصرين بواسطة الرسل ، يعني لم يكن لهم في ذلك عذر لأن الرسل أوضحوا السبل . قوله : { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } عطف على " عاداً وثموداً " أو على مفعول : " فصدهم " ، أو بإضمار : اذكروا ، { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالدلالات كما قال في عاد وثمود " وكانوا مستبصرين " أي بالرسل . { فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي عن عبادة الله ، فقوله " في الأَرْضِ " إشارة إلى قلة عقلهم فاسْتكبارهم ، لأن من في الأرض أضعف أقسام المكلفين ، ومن في السماء أقواهم ، ثم إن " من في السماء " لا يستكبرون على الله بالعبادة فكيف " من في الأرض " ، { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } أي فائتين من عقابنا . قوله : " فَكُلاًّ " منصوب " بأخذنا " و " بذَنْبِه " أي بسببه أو مصاحباً لذنبه ، { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } وهم قوم لوط والحاصب : الريح التي تحمل الحصباء وهي الحصا الصِّغَارُ وقيل : كانت حجارة مَحْمِيَّة تقع على واحد منهم وتَنْفُذُ من الجانب الآخر ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } يعني ثمود { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } وهم " قارون " وأصحابه ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } يعني قوم نوح وفرعون وقومه . وقوله : " مَنْ أَغْرَفْنَا " عائده محذوف لأجل سنة الفاصلة ، ثم قال : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } يعني لم يظلمهم بالهلاك وإنما ظلموا أنفسهم بالإشراك .