Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 122-122)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يجوز في { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } : وجهان : الرفع على الابتداءِ ، والخبر : " سَنُدْخِلُهم " . والنَّصْبُ على الاشْتِغَال ، أي : سَنُدْخِل الذين آمَنُوا سَنُدخِلهم ، وقرئ : " سيُدْخِلُهم " بياء الغيبة . واعلم : أنه - تعالى - في أكْثَر آيَاتِ الوَعْد ذَكَرَ { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } ولو كان الخلودُ يفيد التأبيدَ والدوامَ ، لزم التكْرَار وهو خلافُ الأصْل ، فعلمنا أن الخُلُود عبارة عن طول المُكْثِ لا عن الدَّوَام ، وأما في آيات الوَعِيد ، فإنه يذكُر الخُلُودَ ، ولم يذكُرِ التَّأبِيدَ إلاَّ في حَقِّ الكفارِ ، وذلك يَدلُّ على أن عِقابَ الفساقِ منقطعٌ . قوله : { وعدَ ٱللَّهِ حَقًّا } هما مَصْدَران ، الأول مُؤكِّد لنفسه ؛ كأنه قال وَعَد وَعْداً ، وهو قوله : " سندخلهم " و " حقَّاً " : مصدر مؤكِّد لغيره ، وهو قوله : " وَعْد اللَّه " أي : حُقَّ ذلك حَقّاً . قوله : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } وهو توكيد ثَالثٌ ، و " قيلاً " : نَصْبٌ على التَّمْيِيز ، والقِيلُ ، والقَوْل ، والقَالُ ، مَصَادِرٌ بمعنًى واحدٍ ؛ ومنه قوله - تعالى - : { وَقِيلِهِ يَٰرَبِّ } [ الزخرف : 88 ] . وقال ابن السِّكِّيت : القِيلُ والقَالُ : اسمَان لا مَصْدَران ، وفِائِدَة هذه التَّوْكِيدَات : معارضةُ ما ذَكَرَهُ الشَّيْطَان من المواعيد الكَاذِبَة والأماني الباطِلَةِ ، والتنْبِيهُ على أن وَعْدَ اللَّه أولى بالقُبُول ، وأحقُّ بالتَّصْدِيق من قوْلِ الشَّيْطَان . وقرأ حَمْزة ، والكَسَائِيُّ : بإشْمَام الصَّادِ ، وكل صاد سَاكِنة بَعْدَها دال في القُرْآن .