Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ } . أي : من دون محمَّد وأصحابه . لما ادعت اليهود الفضيلة ، وقالوا : { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [ المائدة : 18 ] ، قال الله تعالى : { إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ } فللأولياء عند الله الكرامة { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله . قوله : { أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ } . سادّ مسد المفعولين أو المفعول على الخلاف ، و " لله " متعلق بـ " أولياء " أو بمحذوف نعتاً لـ " أولياء " ، و { من دون الناس } كذلك . قوله : { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } . جواب الشَّرط . والعامة : بضم الواو وهو في الأصل واو الضمير . وابن السميفع وابن يعمر وابن إسحاق : بكسرها ، وهو أصل التقاء السَّاكنين . وابن السميفع أيضاً : بفتحها وهذا طلب للتخفيف . وتقدم نحوه في : { ٱشْتَرُواْ ٱلضَّلاَلَةَ } [ البقرة : 16 ] . وحكى الكسائي إبدال الواو همزة . قوله : { وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ } ، وقال في البقرة : { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ } [ البقرة : 95 ] . قال الزمخشري : لا فرق بين " لا " و " لن " في أنَّ كل واحد منهما نفي للمستقبل إلا أن في " لن " تأكيداً وتشديداً ليس في " لا " فأتي مرة بلفظ التأكيد " ولن يتمنوه " ومرة بغير لفظه " ولا يتمنونه " . قال أبو حيان : " وهذا رجوع عن مذهبه وهو أن " لن " تقتضي النفي على التأبيد إلى مذهب الجماعة وهو أنها لا تقتضيه " . قال شهاب الدين : وليس فيه رجوع ، غاية ما فيه أنه سكت عنه ، وتشريكه بين " لا " و " لن " في نفي المستقبل لا ينفي اختصاص " لن " بمعنى آخر . وتقدم الكلام على هذا مشبعاً في " البقرة " . فصل المعنى : " ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم " أي : أسلفوه من تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فلو تمنوه لماتوا ، فكان ذلك بطلان قولهم وما ادعوه من الولاية . " قال عليه الصلاة والسلام لما نزلت هذه الآية : " والذي نفسي بيده لو تمنوا الموت ما بقي على ظهرها يهودي إلا مات " " . وفي هذا إخبار عن الغيب ومعجزة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقد مضى الكلام على هذه الآية في " البقرة " عند قوله : { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } [ البقرة : 94 ] .