Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 133-137)

Tafsir: Naẓm ad-durar fī tanāsub al-ayāt wa-s-suwar

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ولما بارزوا بهذه العظمية ، استحقوا النكال فسبب عن ذلك قوله : { فأرسلنا عليهم } أي عذاباً لهم - لما يفهمه حرف الاستعلاء { الطوفان } أي الرعد والبرق والنار مع المطر والبرد الكُبار الذي يقتل البقر فما دونها ، والظلمة والريح الشديدة التي عمت أرضهم وطافت بها ؛ ولما كان ذلك ربما أخصبت به الأرض ، أخبر أنه أرسل ما يفسد ذلك فقال : { والجراد } . ولما كان الجراد ربما طار وقد أبقى شيئاً ، أخبر بما يستمر لأزقاً في الأرض حتى لا يدع بها شيئاً فقال : { والقمل } قال في القاموس : القمل كالسكر : صغار الذر والدبى الذي لا أجنحة له - وهو أصغر الجراد أو شيء صغير بجناح أحمر ، وشيء يشبه الحلم خبيث الرائحة أو دواب صغار كالقردان يعني القراد . وقال البخاري في بني إسرائيل من صحيحه : القمل : الحمنان يشبه صغار الحلم . ولما ربما كان عندهم شيء مخزوناً لم يصل إليه ذلك ، أخبر بما يسقط نفسه في الأكل فيفسده أو ينقصه فقال : { والضفادع } فإنها عمت جميع أماكنهم ، وكانت تتساقط في أطعمتهم ، وربما وثبت إلى أفواههم حين يفتحونها للأكل . ولم تم ما يضر بالماكل ، أتبعه ما أفسد المشرب فقال : { والدم } فإن مياههم انقلبت كلها دماً منتناً ، وعم الدم الشجر والحجارة وجميع الأرض في حق القبط ، وأما بنو إسرائيل فسالمون من جميع ذلك . ولما ذكر تعالى هذه الآيات العظيمة ، نبه على عظمتها بذكر حالها فقال : { آيات } أي علامات على صدقه عظميات { مفصلات } أي يتبع بعضها بعضاً ، وبين كل واحدة وأختها حين يختبرون فيه مع أن مغايرة كل واحدة لأختها في غاية الظهور ، وكذا العلم بأنها من آيات الله التي لا يقدر عليها غيره . ولما كانت حقيقة بان يتسبب عنها الإيمان عند سلامة القلب ، سبب عنها قوله : { فاستكبروا } مبيناً أن الذي منعهم من الإيمان مرض القلب بالكبر والطغيان { وكانوا قوماً مجرمين * } أي في جبلتهم قطع ما ينبغي وصله مع قوتهم على ما يحاولونه . ولما كان هذا في الحقيقة نقضاً لما أخذه الله على العباد بعهد العقل ، أتبعه نقضاً حقيقياً ، فقال مبيناً لحالهم عند كل آية ، ولعله عبر بما يشملها ولم ينص على التكرار لأن ذلك كاف فيما ذكر من النقض والفسق : { ولما وقع عليهم الرجز } يعني العذاب المفصل الموجب للاضطراب { قالوا يا موسى ادع لنا ربك } أي المحسن إليك ، ولم يسمحوا كبراً وشماخة أن يعرفوا به ليقولوا : ربنا { بما عهد عندك } أي من النبوة التي منها هذا البر الذي تراه يصنعه بك ؛ ثم أكدوا العهد بقولهم استئنافاً أو تعليلاً : { لئن كشفت عنا الرجز } أي العذاب الذي اضطربت قلوبنا وجميع أحولنا له { لنؤمنن لك } أي لنجعلنك آمناً من التكذيب بإيقاع التصديق ، ويكون ذلك خالصاً لأجلك وخاصاً بك { ولنرسلن معك } أي في صحبتك ، لا نجس أحداً منكم عن الآخر { بني إسرائيل * } أي كما سألت ؛ ودل على قرب الإجابة بالفاء في قوله : { فلما كشفنا } أي بعظمتنا { عنهم الرجز } كرره تصريحاً وتهويلاً ، ومددنا الكشف { إلى أجل } أي حد من الزمان { هم بالغوه } أي في علمنا { إذا هم } أي بضمائرهم التي تجري ظواهرهم على حسبها { ينكثون * } . ولما أخبر أنهم فاجؤوا النكث وكرروه ، سبب عنه قوله : { فانتقمنا منهم } أي انتقاماً ليس كذلك الذي كنا نؤذيهم به ، بل انتقام إهلاك عبرة لوصولهم بعد كشف جميع الشبه إلى مخص العناد ؛ ثم فسره بقوله : { فأغرقناهم } بما لنا من العظمة { في اليم } أي في البحر الذي يقصد لمنافعة { بأنهم } أي بسبب أنهم { كذبوا بآياتنا } أي على ما لها من العظمة بما عرف من صحة نسبتها إلينا ، ودل سبحانه على أنهم كذبوا بغير شبهة عرضت لهم بل عناداً بقوله : { وكانوا } أي جبلة وطبعاً { عنها غافلين * } أي يكون حالهم بعدها كحالهم قبلها ، فكأنها لم تأتهم أصلاً فاستحقوا الأخذ لوقوع العلم بأن الآيات لا تفيدهم . ولما أخبر عن إهلاكهم ، عطف عليه ما صنع ببني إسرائيل فقال : { وأورثنا } أي بعد إهلاكهم بما لنا من العظمة { القوم } ولما اشار بهذه العبارة - التي معناها أنه كانت فيهم قوة وكثرة وشدة عزم على ما يحاولونه ويقومون به - إلى أنه هو الذي أذلهم لا فرعون ، أتبعه ما يدل عليه فقال : { الذين كانوا يستضعفون } أي يطلب ضعفهم ويوجد بالشوكة واجتماع الكلمة بحاكم قد تمكنت عظمته في القلوب التي الوهم غالب عليها ، وهم بنو إسرائيل { مشارق الأرض } أي الكاملة لبركاتها { ومغاربها } أي أرض الشام من الفرات إلى بحر سوف : الموضع الذي خرجوا منه من البحر وغرق فيه فرعون وآله - كما مضى نقله في المائدة عن التوارة ، يعني حكمنا بإيراثهم ذلك وأنجزناه لأبناء الذين خرجوا من مصر بعد إهلاكهم في التيه ؛ ثم وصفها تغبطاً بها بقوله : { التي باركنا فيها } أي في أرضها بالمياه والأشجار والثمار والخصب ، وفي أرزاقها بالكثرة والطيب ، وفي رجالها بالعلم والنبوة وفي طباعهم بالاستقامة ، وفي عزائمهم بالنجدة والشجاعة والمكارم ، وفي جميع أحوالهم بأنه لا يبغيهم ظالم إلا عوجل بالنقمة { وتمت } أي وجدت صحتها لوجود مضمونها في عالم الشهادة وظهوره من ستور الغيب { كلمت ربك } أي المحسن إليك بإنزال هذه الأنباء على هذه الوجوه المفيدة مع إعجازها لغاية العلم والحكمة { الحسنى } مستعلية { على بني إسرائيل * } أي التي هي أحسن الكلام وهي وعده سبحانه لهم بالخلاص من العبودية وإيراثهم مساكن آبائهم كما كانوا يسمعون من أسلافهم ، وإذا استعلت عليهم منعت أعداءهم من الوصول إليهم { بما صبروا } أي بسبب صبرهم على الاستعباد وذبح الأولاد وما حصل بعد ذلك من طويل الأنكاد { ودمرنا } أي أهلكنا إهلاكاً عظمياً جعل يدمره كالرماد ، لا خير فيه أصلاً { ما كان يصنع } أي صنعاً بغاية الإقبال عليه حتى كأنهم خلقوا لهم { فرعون وقومه } أي من الصنائع الهائلة المعجبة لكل من يراها أو يسمع بها مع أنهم قد مرنوا عليها فصارت أسهل شيء عندهم { وما كانوا } أي بما هو كالجبلة والطبع { يعرشون * } أي من الجنان والقصور العالية الأركان ، وكفى بهذه الآية حاثة على الصبر وضامنة على كل حائز للأجر بالتفريج عن المظلوم ونصره وإهلاك الظلوم وقهره . شرح ما يحتاج إلى شرحه هنا من التوراة الموجودة الان بين أظهر اليهود ، قال مترجماً في الأصحاح الثالث من السفر الثاني ما نصه : وقال الرب لموسى في مدين : انطلق راجعاً إلى مصر لأن الرجال الذين كانوا يطلبون نفسك قد هلكوا جميعاً ، فانطلق موسى بامرأته وبينه وحملهم على حماره وأخذ بيده عصا الرب ، وقال الرب الموسى : انظر كل آية أجريتها على يدك فاصنعها أمام فرعون وأنا أقسي قلبه فلا يرسل الشعب وقل لفرعون : هكذا يقول الرب : ابني بكري إسرائيل ، أرسل ليعبدني ، فإن أبيت أن ترسل ابني فإني أقتل ابنك بكري ، فلما صار موسى في الطريق في المبيت لقيه ملاك الرب فأخذت صفورا حجراً من حجارة المروة فحشت غرلة ابنها وأخذت برجليه - وفي نسخة السبعين : ووقعت عند رجليه - وقالت : إن اليوم عرس الدم - تعني الختان ، فقال الرب لهارون : اخرج فتلق أخاك في القفر ، فخرج فلقيه في جبل الله في حوريب فعانقه وقبله ، فأخبر موسى هارون بجميع قول الرب الذي أرسله فيه وما أمره من الآيات ، وانطلق موسى وهارون ، فجمع أشياخ بني إسرائيل ، فقص عليهم جميع ما قال الرب لموسى ، وحرج جرائح وآيات قدام الشعب - وفي نسخة السبعين : فجمعا مشايخ بني إسرائيل وتكلم هارون بجميع الكلام الذي كلم الله به موسى وعمل الآيات قدام الشعب - فآمن الشعب وسمعوا أن الرب قد ذكر بني إسرائيل وأبصر إلى خضوعهم ، وجثا الشعب وسجدوا للرب ، ومن بعد هذه الآيات والخطوب دخل موسى وهارون وقالا لفرعون : هكذا يقول الله رب إسرائيل : أرسل شعبي يحجون إلى القفر - وفي نسخة السبعين : ليعبدوني في البرية - عوض : يحجون إلى القفر ، فقال فرعون : ومن هو الرب حتى أطيعه ؟ لا أعرف الرب ولا أرسل بني إسرائيل ، وقالا له : الرب إله العبرانيين اعتلن لنا ، فننطلق مسيرة ثلاثة أيام القفر ونذبح الذبائح لله ربنا لكيلا ينزل بنا الحزن والوباء - وفي نسخة السبعين : لئلا يفاجئنا موت أو قتل - قال فرعون : ما بالكما تبطلان الشعب من أعمالهم ؟ فأمر فرعون ولاة الشعب وكتبتهم وقال لهم : لا تعودوا أن تعطوا الشعب تبناً لضرب اللبن كما كنتم تعطونهم ، بل هم ينطلقون فيجمعون لأنفسهم التبن ، وخذوهم بحساب اللبن على ما كنتم تأخذونهم به أمس وأول من أمس - ونسخة السبعين : في كل يوم لا تنقصوهم شيئاً من عملهم لأنهم بطروا لذلك يصيحون فيقولون : ننطلق فنذبح للرب إلهنا - فليشتد العمل على الرجال - ونسخة السبعين - فليتضاعف عمل هؤلاء القوم - حتى يهتموا به ولا يهتموا بكلام الباطل ، فخرج ولاة الشعب وكتبتهم يما قال فرعون ، فتقرق الشعب في جميع أرض مصر في جميع التبن ، وجعل ولاتهم يلحون عليهم ويقولون : ارفعوا إلينا العمل كما كنتم ترفعون من قبل حيث كنتم تعطون التبن ، فزادت كتبة بني إسرائيل وعوقبوا من الذين ولوهم عليهم وقالوا : لم لم ترفعوا إلينا حساب اللبن كما كنتم ترفعون ، فأتى كتبة بني إسرائيل فشكوا إلى فرعون وقالوا : ما بال عبيدك يصنع بهم هذا الصنيع ؟ فقال فرعون : أنتم قوم بطرون ، تقولون : ننطلق لنذبح لربنا ، فسار - أي الكتبة - في بني إسرائيل وقالوا لهم : لا تنقصوا من لبنكم شيئاً ، بل ارفعوا إلينا كما كنتم ترفعون كل يوم ، فلقوا موسى وهارون وهما واقفان أمامهم - وفي نسخة السبعين : وهما يجيئان نحوهم إذ خرجوا من بين يدي فرعون - فقالوا لهما : الله يحكم بيننا وبينكما لأنكما حرضتما علينا فرعون وعبيده حتى ضيق علينا بأن يضع السلاح فينا فيقتلنا ، فرجع موسى إلى الرب وقال : يارب ! لم أسأت بشعبك وأضررت به ؟ لأني ساعة أن أتيت فرعون فذكرت اسمك أساء بهذا الشعب وشق عليهم وأنت تخلص شعبك ، فقال الرب لموسى : الآن ترى ما أصنع بفرعون لأنه سيرسلهم - وفي نسخة السبعين : وسوف ترى ما أصنع بفرعون وكيف يرسلهم بيد منيعة وبذراع عظيمة يخرجهم من أرض مصر ! أنا الرب الذي اعتلنت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب وسميت بإله المواعيد ولم أعلمهم اسم الرب - وفي نسخة السبعين : واسمي الرب فلم أظهره لهم - وأثبت عهدي أيضاً ووعدتهم أن أعطيهم أرض كنعان أرض غربتهم التي سكنوها ؛ وقد سمعت ضجيج بني إسرائيل من تعبد أهل مصر ، وأنجيكم من أعمالهم واخلصكم بيد منيعة وذراع عالية وبأحكام عظيمة ، وأختصكم لي شعباً وأكون لكم إلهاً ، وتعرفون أني أنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من تعبد المصريين وأقبل بكم إلى الأرض التي رفعت يدي لأعطيها آباءكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأجعلها لكم ميرثاً إلى الدهر ، أنا الرب ! فقال موسى لبني إسرائيل هذه الأقاويل فلم يسمعوا من موسى ولم يطيعوه من شدة حزنهم واستيقاد نفوسهم من الكد الشديد ، وكلم الرب موسى وقال له : انطلق إلى فرعون ملك مصر وقل له فيرسل بني إسرائيل - من أرض مصر ، فقال موسى للرب : إن بني إسرائيل لا يسمعوني ولا يطيعوني ، وأنا أرتّ المنطق ثقيل اللسان فكيف يطيعني فرعون ويسمع مني ! فقال الرب لموسى : انظر ، إني قد جعلتك إلهاً لفرعون ، وهارون أخوك يكون نبياً عليك ، أنت تقضي جميع ما آمرك به ، وهارون أخوك يقول لفرعون - وفي نسخة السبعين : وهارون أخوك يكون لك نبياً وأنت تتكلم بجميع ما آمرك به وهارون أخوك يكلم فرعون - ليرسل بني إسرائيل من أرضه وأنا أقسي قلب فرعون فأكثر آياتي وعجائبي بأرض مصر ، فلا يطيعكما فرعون ولا يسمع منكما فأمد يدي على مصر وأخرج جميع جنودي وشعبي بني إسرائيل من أرض مصر بالأحكام العظام ، فيعرف أهل مصر أني أنا الرب ، فصنع موسى وهارون كما أمرهما الرب وانتهيا إلى أمره ، وكان قد أتى على موسى ثمانون سنة ، وكان ابن ثلاث وثمانين سنة إذ كلما فرعون ، فقال الرب لموسى وهارون ، إن قال لكما فرعون : أظهرا لي آية وجريحة ، قل لهارون : خذ عصاك وألقها بين يدي فرعون فتكون تنيناً عظيماً ، فأتى موسى وهارون إلى فرعون فصنعا كما أمرهما الرب ، فألقى عصاه - وفي نسخة السبعين : فألقى هارون عصاه - بين يدي فرعون وأمام أمرائه - وفي نسخة السبعين : وعبيده - فصارت تنيناً عظيماً ، فدعا فرعون بالحكماء والسحرة ، فصنع سحرة مصر أيضاً بسحرهم كذلك ، فألقى كل امرىء منهم عصاه فصارت تنيناً فابتلعت عصا هارون عصيهم ، فقسا قلب فرعون وأبى أن يرسلهم كما قال الرب ، وقال الرب لموسى : إن قلب فرعون قد قسا وأبى أن يرسل الشعب ، انطلق إلى فرعون بالغداة ، هو ذا يخرج ليغتسل على شاطىء البحر ، وخذ العصا التي تحولت في يدك ثعباناً وقل : وإن الرب إله العبرانيين أرسلني إليك ، يقول لك : أرسل شعبي حتى يعبدني في البرية لأنك حتى الآن لا تسمع ولا تطيع ، هكذا يقول الرب : بهذا تعلم أني أنا الرب ، هأنذا أضرب ماء النهر بعصاي فيصير دماً ، وتموت الحيتان التي في النهر وينتن - وفي نسخة السبعين : ولا يقدر أهل مصر أن يشربوا الماء من هذا النهر - وقال الرب لموسى : مر هارون أن يأخذ عصاه ، وارفع يدك على ماء المصريين على أنهارهم وعلى غدرانهم وعلى آجامهم وعلى دواليب مياههم - وفي نسخة السبعين : وقال الرب لموسى : قل لهارون : خذ عصاك ومد يدك على ماء مصر وعلى أنهارها وآجامها ونقارها وعلى كل مائها المستنقع - فيتحول دماً ، فيصير الدم في جميع أهل مصر في الأرض والخسب والحجارة ، فصنع موسى وهارون كما أمرهما الرب ، فرفع هارون العصا التي في يده فضرب بها ماء النهر وفرعون وعبيده ينظرون ، فتحول ماء النهر فصار دماً ، وماتت الحيتان التي بالنهر ، ففسد ماء النهر وأنتن ، ولم يقدر أهل مصر على شرب الماء من الدم ، فصار الدم في جميع أرض مصر وقسا قلب فرعون فلم يطعهما كالذي قال الرب ، فانصرف فرعون فدخل منزله ولم يفكر في شيء من ذلك وتهاون به ، وكملت سبعة أيام من بعد ما ضرب الرب النهر ، وقال الرب لموسى : انطلق إلى فرعون وقل له : هكذا يقول الرب : أرسل شعبي حتى يعبدوني ، فإن أبيت أن ترسله فإني أضرب جميع حدودك بالضفادع فتدب الضفادع فتصعد فتدخل إلى بيتك وقيطونك وفي مبيتك وعلى مضجعك وأسرتك في بيوت عبيدك وشعبك ومخادعك وبيوت طعامك ، وتدب الضفادع عليك وعلى جميع شعبك ، وقال الرب لموسى : قل لهارون أخيك أن مد يدك بعصاك على الأنهار وعلى الدواليب وعلى الآجام فأصعد الضفادع على أرض مصر ، فرفع هارون يده على مياه المصريين فأصعد الضفادع فغشيت أرض مصر ، فدعا فرعون موسى وهارون وقال لهما : صليا بين يدي الرب فتنصرف الضفادع عني وعن شعبي حتى أرسل الشعب فيذبحوا بين يدي الرب ، فقال موسى لفرعون : سل وقتاً أصلي عليك فيه وعلى عبيدك وشعبك فتنصرف الضفادع عنك وعن بيتك - وفي نسخة السبعين : عنك وعن قومك وعن بيوتك - فقال له غداً فقال له موسى : سيكون كما سألت فتعلم أنه لا إله غير إلهنا ، فيصرف الضفادع عنك وعن بيتك - وفي نسخة السبعين : بيوتك وعن عبيدك وعن شعبك ما خلا الضفادع التي في النهر - فخرج موسى وهارون من بين يدي فرعون ، فصلى موسى بين يدي الرب فاستجاب الرب لموسى ، فماتت الضفادع في الدور والبيوت والرياض فجمعوها أنابير أنابير فأصلّت الأرض وأجنت - وفي نسخة السبعين : فجمعوها صبباً صبباً فأنتنت الأض - فرأى فرعون الفرج والراحة وجفا قلبه فلم يطعهما كالذي قال الرب ، فقال الرب لموسى : مر هارون فيرفع عصاه ليضرب ثرى الأرض فيكون القمل في جميع أرض مصر ، ففعل ذلك فدب القمل في الناس والبهائم وصار جميع ثرى الأرض قملاً في جميع أرض مصر ، فصنع مثل ذلك السحرة بسحرهم فلم يقدروا أن يصرفوا القمل في الناس والبهائم ، فقالت السحرة لفرعون : إن هذا فعل رب العالمين ، فقسا قلب فرعون ولم يطعهما كما قال الرب ، فقال الرب لموسى : أدلج باكراً وقف بين يدي فرعون ، وهو ذا يخرج يغتسل - وفي نسخة السبعين : فإنه يخرج إلى الماء - فقل له : هكذا يقول الرب : أرسل شعبي فيعبدوني ، فإن أنت أبيت فهأنذا مرسل - وفي نسخة السبعين : فإني مرسل - عليك وعلى شعبك وعلى أهل بيتك هوام وحشرة من كل جنس فتمتلىء - وفي نسخة : ذباب الكلب فتمتلىء - بيوت المصريين من الهوام والحشرة مثل ثرى الأرض التي هم عليها ، وأميز في ذلك اليوم أرض جاسان التي يسكنها شعبي ، فلا يكون فيها من الهوام والحشرة شيء لتعلم أني أنا الرب ، وأميز بين شعبي وشعبك ، وتكون هذه الآية غداً ، وفعل الرب كذلك وأنزل الهوام على بيت - وفي نسخة : بيوت - فرعون وعبيده وعلى جميع أرض مصر ، ففسدت الأرض بالهوام ، فدعا فرعون موسى وهارون وقال لهما : انطلقوا فاذبحوا الذبائح لله ربكم في هذه الأرض ، فقال موسى : لا يحسن بنا أن نفعل ذلك لأنا إنما نذبح للرب إلهنا من نجاسة المصريين وبدعهم ، فإن نحن ذبحنا أمام آلهة المصريين رجمونا ، بل ننطلق مسيرة ثلاثة أيام في القفر فنذبح هنالك للرب إلهنا على ما يأمرنا ويقول لنا ، فقال فرعون : أنا أرسلكم فتذبحوا الذبائح للرب إلهكم في البرية ، ولكن لا تنطلقوا فتتوانوا ، بل صلوا عليّ أيضاً - وفي نسخة السبعين : ولكن لاتبعدوا وصلوا عليّ أيضاً إلى ربكم - فقال موسى لفرعون : هأنذا أخرج من بين يديك فأصلي بين يدي الرب ، فيصرف الهوام والحشرة عن فرعون وعن عبيده وعن شعبه غداً ، ولكن لا يعود فرعون أن يكذب في قوله ويأبى أن يرسل الشعب ليذبحوا الذبائح ، فخرج موسى من بين يدي فرعون وصلى بين يدي الرب ، فقبل الرب صلاة موسى وصرف الهوام فلم يوجد منها ولا واحد ، فقسا قلب فرعون بعد هذا أيضاً ولم يرسل الشعب ، فقال الرب لموسى : انطلق إلى فرعون وقل له : هكذا يقول الرب إله العبرانيين : أرسل شعبي حتى يعبدوني ، فإن أبيت أن ترسله - وفي نسخة السبعين : وتمسكت به ، فإن يد الرب تضرب ماشيتك التي في القفر من الخيول والحمير والبقر والغنم ، فيقع فيها الوباء العظيم الصعب الشديد ، ويميز الرب بين دواب بني إسرائيل وبين بهائم أهل مصر ، فلا يموت من بهائم آل إسرائيل ولا واحد ، ووقت الرب وقتاً ليكمل فيه هذا القول على الأرض ، فأكمل الرب هذا الأمر من غد ذلك اليوم ، فماتت جميع بهائم المصريين ولم يمت من دواب بني إسرائيل ولا واحد ، وأرسل فرعون فإذا أنه لم يمت من دواب بني إسرائيل ولا دابة ، فقسا قلب فرعون بعد هذا أيضاً فأبى أن يرسل الشعب ، فقال الرب لموسى وهارون : خذا في حقيبتكما من رماد الأتون فيذره موسى إزاء السماء نحو فرعون ، فيكون العجاج في أرض مصر ، فيضرب الناس والبهائم جميعاً قروح ناتية رخوة في أرض مصر كلها ، فأخذا رماد الأخدود ووقفا بين يدي فرعون فذره موسى نحو السماء أمام فرعون فظهرت قروح ناتية رخوة ، فاستعلت في الناس والبهائم ، فلم يقدر السحرة على الوقوف بين يدي موسى من كثرة القروح التي ظهرت في السحرة وفي جميع أهل مصر ، فقسى الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما ولم يطعهما كالذي قال الرب لموسى ، فقال الرب لموسى : أدلج باكراً وقف بين يدي فرعون وقل له : هكذا يقول الرب إله العبرانيين : أرسل شعبي فيعبدوني وإلا فأنا مرسل في هذا الوقت ضربتي على قلبك وعلى عبيدك وعلى شعبك لتعلم أنه لا إله غيري على الأرض كلها ، لأني مجمع من الآن أن أمد يدي فأضربك وشعبك بالوباء ، وتبيد عن جديد الأرض ، وإنما بغيتك بهذا الأمر لأظهر لك عزي وقدري ولينادي باسمي في الأرض كلها ، وأنت حتى الآن تتمسك بالشعب وتأبى أن ترسله ، وغداً في هذا الوقت أهبط البرد العظيم الشديد ما لم يكن - وفي نسخة السبعين : الذي لم يكن مثله - بمصر منذ اليوم الذي أسست فيه قواعدها إلى يوم الناس هذا ، والآن أرسل فأدخل جميع دوابك وكل مالك في الحقل لأن كل بهيمة أو إنسان يلقى في الحقل ولا يدخل البيت يهبط عليهم البرد فيموتون ، وكل من خاف كلمة الله من عبيد فرعون نقل عبيده وبهائمه إلى البيوت ، والذي لم يفكر في كلمة الله وتهاون بها ترك دوابه وعبيده في الحقل ، وقال الرب لموسى : ارفع يدك إلى السماء يهبط البرد على جميع أرض مصر على الناس والبهائم وجميع الحقول - وفي نسخة السبعين : على الناس والدواب وجميع نبات الصحراء - فرفع موسى عصاه نحو السماء فأرجفهم الرب بالرعد والبرد ، وجعلت النار تضطرم على الأرض ، فأهبط الرب البرد وكان البرد يهبط والنار تضطرم في البرد ، وكان شديداًعظيماً ، ولم يكن مثله في جميع أرض مصر منذ اليوم الذي سكنها بنو البشر ، فضرب البرد جميع أرض مصر لكل من كان في الحقل من الناس والبهائم ، وأهلك الرب جميع عشب الحقل وحطم جميع أشجار الغياض ، فأما أرض جاسان التي كانت آل إسرائيل يسكنونها فلم يهبط عليها البرد ، فأرسل فرعون فدعا موسى وهارون فقال لهما : قد خطئت في هذه المرة أيضاً ، والرب بار وأنا وشعبي منافقون - وفي نسخة السبعين : إني قد أخطأت والرب بار وأنا وشعبي فجار - فصليا بين يدي الرب فإنه ذو إمهال وأناة فيصرف عنا الرجفة والرعد والبرد فأرسلكم فلا تعودوا أن تتأخروا - وفي نسخة السبعين : وأنا أرسلكم ولا أعود أن أوخركم - فقال موسى لفرعون : إذا ما خرجت من القرية أبسط يدي للرب فيصرف عنكم صوت الرعد والرجفة ، ولا يعود البرد يهبط أيضاً لكي تعلم أن الأرض وما عليها لله . وأنا أعلم أنك وعبيدك إلى الآن لم ترهبوا الله ولم تخافوا عقابه ، وقد هلك الكتان والشعير - وفي نسخة السبعين : وضرب البرد الشعير والكتان - لأن الشعير كان قد بدأ أن يسبل ، والكتان قد بدأ أن يبزر ، فأما زرع الحنطة والكثيب فلم يهلك لأنه كان متأخراً ، فلما جاء موسى من القرية من بين يدي فرعون بسط - وفي نسخة السبعين : فأما زرع الحنطة والذرة فإنه لم يضرهما لأنهما كانا لقسا ، وخرج موسى من عند فرعون خارج المدينة فبسط - يديه بين يدي الله نحو السماء فصرف عنهم الرعد والبرد ، وانقطع المطر عن الأرض ، فرأى فرعون أن القطر والبرد والرعد قد انقطع وسكن فعاد وخطأ وقسا قلب فرعون وعبيده - وفي نسخة السبعين : وقسا قلبه وقلب عبيده وجفا - ولم يرسل بني إسرائيل كرسالة الرب - وفي نسخة السبعين : على ما تكلم به الرب على يد موسى - فقال الرب لموسى : انطلق إلى فرعون لأني أنا الذي أقسي قلبه وقلوب عبيده ، فأظهر هذه الآيات لتجر بنيك وبني بنيك بما صنعت بأهل مصر من الآيات الكثيرة التي أظهرت ، فيعلموا أني أنا الرب ، فأتى موسى وهارون إلى فرعون وقالا له : هكذا يقول الرب إله العبرانيين : حتى متى تأبى أن تخافني وترهبني ! أرسل شعبي ليعبدوني ، فإن أبيت أن ترسل شعبي فهأنذا محدر على جميع تخومك الجراد - وفي نسخة السبعين : فإني أجلب عليك غداً هذا الوقت جراداً عظيماً على جميع حدودك - فيغطي عين الأرض فلا يقدر إنسان على النظر إلى الأرض ، فمهما أبقى لكم البرد أكله ، ويأكل جميع الشجر التي تنبت لكم في الحقل ، ويمتلىء منه بيوتك وبيوت عبيدك وبيوت جميع المصريين ما لم ير مثله آباؤك وأجدادك من اليوم الذي أسست الأرض إلى يوم الناس هذا ، ورجعا من بين يدي فرعون فقالفرعون لعبيده : حتى متى يكون لنا هذه العثرة ! يرسل القوم فيعبدون - وفي نسخة السبعين : فقال عبيد فرعون لفرعون : حتى متى يكون لنا هذا البلاء ! أرسل القوم فيعبدوا - الرب إلههم أما تعلم - وفي نسخة السبعين : أو ما عملت - أن مصر قد خربت ، فردوا موسى وهارون إلى فرعون فقال لهم : انطلقوا فاعبدوا بين يدي الرب إلهكم ، ولكم من منكم ينطلق ؟ فقال له موسى : إنا ننطلق بشباننا وشيوخنا وبنينا وبناتنا وبغنمنا وبقرنا ، لأنه عيد لنا للرب ، فقال لهما : ليكن كما قلتما ، والله يصحبكما إذا ما أرسلتكم وحشمكم ، لعله أن يعرض لكم في الطريق آفة ، ولكن ليس هكذا ، انطلقوا الآن معاشر الرجال ! اعبدوا بين يدي الرب لأنكم إنما تطلبون بذلك الراحة ، فأخرجوهما من بين يدي فرعون ، فقال الرب لموسى : ارفع يدك على أرض مصر فيأتي الجراد فيصعد على أرض مصر فيأكل عشب الحقل وجميع ما نجا من البرد ، فرفع موسى عصاه على ارض مصر ، فأهبَّ الرب على الأرض ريح السموم جميع ذلك اليوم - وفي نسخة السبعين : والرب جلب ريحاً قبلية على الأرض نهار ذلك اليوم - وتلك الليلة ، فلما كان بالغداة احتملت ريح السموم الجراد ، فصعد الجراد - وفي نسخة السبعين أخذت الريح القبلية الجراد وأصعدته - على جميع أرض مصر ، فسقط على جميع تخوم أرض المصريين ، وكان منيعاً عظيماً جداً ، ولم يكن مثل ذلك الجراد فيما خلا ولا يكون مثله فيما بعده ، فغطى جميع عين الأرض فأظلمت الأرض ، وأكل جميع عشب الحقل وجميع الشجر التي نجت من البرد ، ولم يبق في الشجر غصن ولا ورق ولا في الحقل عشب في جميع أرض مصر ، فاستعجل فرعون ودعا موسى وهارون وقال لهما : قد خطئت بين يدي الله إلهكما ، والآن اعفوا عن ذنبي وجهلي هذه المرة ، وصليا بين يدي الرب إلهكم فيصرف عني هذه الآفة والموت ، فخرج موسى من بين يدي فرعون وصلى بين يدي الرب ، فعاد الرب بريح السموم عاصفاً فاحتملت الجراد فقذفت به في بحر سوف - وفي نسخة السبعين : فغير الرب تلك الريح بريح من البحر شديدة فأخذت الجراد وألقته في البحر الأحمر - ولم يبق في جميع تخوم المصريين شيء من الجراد ، فقسى الرب قلب فرعون فلم يرسل بني إسرائيل ، فقال الرب لموسى : ارفع يدك إلى السماء فليكن الدجى والحنادس على جميع أرض مصر فتذلهم الظلمة ، فرفع موسى يده إلى السماء فكانت الظلمة والدجى - وفي نسخة السبعين : فصارت ظلمة وزوبعة - على جميع أرض مصر ، ولم ير المرء منهم صاحبه ثلاثة أيام ، فأما جميع بني إسرائيل فكان لهم الضياء والنور في مساكنهم ، فدعا فرعون موسى فقال له : انطلقوا فاعبدوا بين يدي الرب إلهكم ، فأما بقركم وغنمكم فدعوها هاهنا ، وأما حاشيتكم فانطلقوا بها معكم ، فقال موسى لفرعون : وأنت أيضاً تعطينا من الذبائح فنذبح لله ربنا ، وبهائمنا أيضاً تنطلق بها معنا ، ولا يبقى منها هاهنا ظلف على الأرض لأنا إنما نأخذ من مالنا لنذبح بين يدي الرب إلهنا ، ولسنا نعلم بماذا نعبد الله إذا بلغنا هناك ، فقسى الرب قلب فرعون وأبى أن يرسلهم ، فقال فرعون لموسى : اخرج من بين يدي واحذر أن تتراءى لي أيضاً لأن اليوم الذي تتراءى لي بين يديّ تموت فيه ، قال له موسى : ما أحسن قولك ! لست بعائد أن أرى وجهك ، قال الرب لموسى : إني أعود أيضاً فانزل بفرعون والمصريبن ضربة واحدة ، وعند ذلك أرسلكم من هاهنا ، فإذا أرسلتكم فاخرجوا كلكم ، وأمر الشعب وقال لهم : ليستعر المرء منكم من صاحبه والمرأة من جارتها حلي ذهب وفضة - وفي نسخة السبعين : آنية الفضة وآنية الذهب - والكسوة ، وجعل الرب للشعب في قلوب المصريين محبة ورحمة ، وموسى كانت له هيبة وكرامة عظيمة في جميع أرض مصر - وفي نسخة السبعين : عند المصريين وعند فرعون وعند جميع عبيده - فقال موسى : هكذا يقول الرب : إني خارج نصف الليل فأجوز في أرض مصر فأتوفى جميع أبكار مصر بكر فرعون الجالس على منبره إلى بكر الأمة التي في بيت الرجل ، وتموت جميع أبكار البهائم فتسمع الولولة العظيمة والصراخ والأنين الفظيع ما لم يسمع مثله أيضاً - وفي نسخة السبعين : ولا يعود أيضاً أن يكون مثلها - فأما آل إسرائيل فلا يصاب منهم ولا الناس ولا البهائم ولا الكلب بلسانه - وفي نسخة السبعين : ولا يعوي من جميع بني إسرائيل كلب بلسانه - ليعلموا أن الرب ميز بين المصريين وآل إسرائيل ، فهبط جميع عبيدك هؤلاء فيسجدون لي ويقولون : اخرج أنت وجميع الشعب معك ، وعند ذلك أخرج ، فخرج موسى من بين يدي فرعون بغضب شديد ، فقال الرب لموسى : إن فرعون لا يطيعكما ، ذلك أني مكثر آياتي وعجائبي بأرض مصر ، وإن موسى وهارون جرحا هذه الجرائح وأظهرا هذه الآيات كلها بين يدي فرعون ، فقسى الرب - وفي نسخة السبعين : وأقسى الرب - قلب فرعون فلم يرسل بني إسرائيل عن أرضه ، وقال الرب لموسى وهارون بأرض مصر : هذا الشهر - أي نيسان - يكون لكم رأس الشهور ، ويكون هذا أول شهور السنة ، قل لجميع جماعة بني إسرائيل في عشر من هذا الشهر فليأخذ الرجل منهم حملاً - وفي نسخة السبعين : خروفاً - لبيته وحملاً لآل أبيه ، وإن كان آل البيت قليلاً لا يحتاجون إلى حمل فليشرك هو وجاره القريب إلى بيته على عدة الناس ، وعدوا كل امرىء منهم على قدر أكله من الحمل ، حملاً بلا عيب فيه ذكراً بيناً ، يكون الحمل حويلاً من الخراف والجدي وتأخذونه ، ويكون محفوظاً لكم حتى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ، ويذبحه كل جماعة من كنيسة بني إسرائيل أصيلاً ، ويأخذون من دمه ويضعونه على القائمين والعتبة من البيت الذي تأكلون فيه ، أي علامة - للملائكة الذين يؤمرون بقتل أبكار المصريين ، وتأكلون اللحم في هذه الليلة مشوياً بفطير ، ولا تأكلوا منه نيئاً ولا مطبوخاً بالماء ، ولاتبقوا منه شيئاً لغد ، ولا تكسروا منه عظماً ، وما فضل منه إلى غد فأحرقوه بالنار ، وكلوه وأنتم قيام وقد شددتم أو ساطكم ونعالكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم وكلوه بعجلة ، فإنه فصح للرب ، وأنا فإني أعبر في أرض مصر في هذه الليلة وأضرب كل بكر بأرض مصر من الناس والبهائم ، وأعمل نقمة من جميع آلهة المصريين ، أنا الرب ! ويكون لكم هذا اليوم ذكراً وتعيدونه عيداً للرب لدهوركم إلى الأبد وتعيدونه سبعة أيام ، وتأكلون فطيراً وتعزلون الخمير من بيوتكم من أول يوم ، وكل من يأكل خميراً فإن تلك النفس تبيد من إسرائيل من اليوم الأول إلى اليوم السابع ، وكل عمل يعمل فلا تعملوه فيها ، واحفظوا هذه الوصية ، ففي هذا اليوم خرج عسكركم من مصر ، فاجعلوا هذا اليوم لدهوركم سنة ، فإذا بدأ اليوم الرابع عشر من الشهر الأول من العشيّ كلوا فطيراً إلى يوم إحدى وعشرين من الشهر إلى العشاء ، ولا يوجد خمير في بيوتكم سبعة أيام ، وكل من يأكل مخمراً فإن تلك النفس تبيد من جماعة بني إسرائيل من الملة والذمة ومن سكان الأرض ، ما كان خميراً فلا تأكلوه وكلوا فطيراً في جميع مساكنكم ، فدعا موسى جميع أشياخ بني إسرائيل وقال لهم : عجلوا فخذوا غنماً لقبائلكم واذبحوا الفصح وخذوا حزمة من ريحان الأدبان واغمسوها بدم الحمل ورشوا على معاقم أبوابكم ومعاضدها - وفي نسخة السبعين : على العتبة وكلا القائمين - من الدم الذي في الإناء ، ولا يخرج أحد منكم من باب بيته إلى غدوة - وفي نسخة السبعين : إلى الصباح - فتحفظون هذه السنة والوصية أنتم وبنوكم إلى الأبد ، وإذا دخلتم الأرض التي يعطيكم الرب كما وعدكم فاحفظوا هذا العمل ، وإذا سأل بنوكم فقالوا لكم : ما هذا الفعل ؟ فقولوا لهم : هذه ذبيحة فصح الرب إذ أفصح على بيوت بني إسرائيل بمصر إذ قتل المصريين وخلص بيوتنا ، فركع الشعب كله ساجداً لله وانطلق بنو إسرائيل فصنعوا كما أمر الله موسى وهارون ، وفي بيوت بني إسرائيل فلما كان عند نصف الليل قتل الرب أبكار أرض مصر - وفي نسخة السبعين : كل بكر بأرض مصر - من بكر فرعون الجالس على منبره - وفي نسخة السبعين : على كرسيه - وحتى بكر السبي المحبوس في السجن وجميع أبكار البهائم فوثب فرعون في تلك الليلة هو وجميع عبيده وكل أرض مصر - وفي نسخة السبعين : وجميع المصريين - وكانت ولولة عظيمة في جميع أرض مصر لأنه لم يوجد بيت لم يكن فيه ميت ، فدعا فرعون بوسى وهارون في تلك الليلة وقال لهما : انهضا فاخرجا من بين شعبي أنتما وبنو إسرائيل أيضاً وانطلقوا فاعبدوا بين يدي الرب كقولكما ، وسوقوا غنمكم وبقركم أيضاً كما قلتما ، وانطلقوا وصلوا عليّ أيضاً وادعوا لي ، فألح المصريون على الشعب ليخرجوهم عن الأرض مسرعين لأنهم قالوا : إنا جميعاً سنموت ، فحمل الشعب عجينهم قبل أن يختمر ، والبارد من فطيرهم مشدوداً في عمائمهم ملقى أعناقهم ، وصنع بنو إسرائيل كما أمرهم موسى ، واستعاروا من المصريين حلي ذهب وفضة وكسوة - وفي نسخة السبعين : آنية الفضة والذهب والكسوة - وجعل الرب للشعب في أعين المصريين محبة ورحمة فأعاروهم ، فحربوا المصريين ، وظعن بنو إسرائيل من رعمسيس - وعلى حاشية نسخة السبعين أنها عين شمس - يطلبون ساخوت ستمائة ألف رجل سوى الحشم والعيال ، وصعد معهم من الغرباء أيضاً من كل خلط ومن البقر والغنم والماشية كثيراً جداً ، فاختبزوا العجين الذي أخرجوه معهم من مصر رغفاً - وفي نسخة السبعين : فرانيّ - فطيراً لم يختبزوه - وفي نسخة السبعين : لم يختمر - وذلك لأن المصريين أخرجوهم فلم يقدروا أن يلبثوا ، ولم يتزودوا زاداً للطريق أيضاً ، وكان مسكن بني إسرائيل في أرض مصر أربعمائة وثلاثين سنة ، في هذا اليوم خرج جميع جنود الرب من أرض مصر - وفي نسخة السبعين : ليلاً - كان الرب وقت في سابق علمه حفظ تلك الليلة التي خرجوا فيها من مصر ، وكانت هذه الليلة محفوظة معروفة لدى الرب لهلاك أبكار مصر ولإخراج جميع بني إسرائيل ليكون ذكر ذلك في جميع أحقابهم وخلوفهم ، وقال الرب لموسى وهارون : هذه سنة الفصح ، لا يأكل منه غريب ، وكل عبد لرجل اشتراه إذا ختنه عند ذلك فأطعمه الفصح ، والأجير والساكن فلا يأكل منه ، في بيت واحد فليؤكل - وفي نسخة السبعين : وكل عبد لرجل اشتراه فليختتن ثم يأكل منه ، الملجىء والأجير لا يأكلان منه ، وليؤكل في بيت واحد - ولا تخرجوا من اللحم خارجاً من البيت شيئاً ولا تكسروا فيه عظماً ، وإذا سكن معكم غريب فختن كل ذكر في بيته عند ذلك فليقترب - وفي نسخة السبعين ، وليختن منهم كل ذكر ثم يدنون - من بعد ذلك إلى أكل الفصح ، وليكن عند ذلك بمنزلة أهل الأرض ، ولا يأكل منه أغرل ، ولتكن سنة واحدة لأهل الأرض والغرباء الذين يسكنون معكم ، وصنع جميع بني إسرائيل كما أمر موسى وهارون ، وفي هذا اليوم أخرج الرب بني إسرائيل من أرض مصر وجميع جنودهم ، وقال الرب لموسى : طهر لي كل ذكر ذكر ويفتح كل رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم يكونون لي ، فقال موسى للشعب : اذكروا هذا اليوم الذي خرجتم فيه من مصر من العبودية والرق ، لأن الرب أخرجكم من هاهنا بيد منيعة - إلى آخر ما مضى في سورة البقرة ؛ ثم ذكر في الخامس علة الفصح فقال : احفظوا شهر البهار فاعملوا فصحاً لله ربكم لأنه إنما أخرجكم من أرض مصر في شهر البهار ليلاً ، فاذبحوا فصحاً لله ربكم من البقر والغنم في الموضع الذي يختار الله ربكم ، فلأ تأكلوا فيه خميراً بل كلوا فطيراً سبعة أيام خبزاً يدل على التواضع لأنه إنما خرجتم من أرض مصر بعجلة لتذكروا اليوم الذي أخرجتم فيه من مصر كل أيام حياتكم ، ولا يرى الخمير في حدودكم سبعة أيام ، ولا يحل لكم أن تأكلوا الفصح في قرية من القرى التى يعطيكم الله ربكم ، ولكن في الموضع الذي يختار الله ربكم أن يصير فيه اسمه ففيه اذبحوا الفصح ، ويذبح عند غروب الشمس في الوقت الذي خرجتم من أرض مصر ، ثم قال : وأحصوا سبعة سوابيع من بعد عيد الفصح ، ثم اعملوا عيد السوابيع وائتوا بخواص غلاتكم للرب ، كما بارك لكم الله ربكم في الموضع الذي يختار الرب أن تصيروا اسمه فيه واذكروا أنكم كنتم عبيداً بأرض مصر ، فاحفظوا هذه السنن كلها واعملوا بها ، واعملوا عيد المظال سبعة أيام إذا ما دخلتم بيادركم وخزنتم معاصركم ليبارك الله ربكم في جميع غلاتكم وفي كل عمل أيديكم ، وتكونوا فرحين ، ويروى ذكركم أمام الله ربكم في الموضع الذي يختار ثلاث مرات في السنة : عيد الفطر وعيد السوابيع وعيد المظال - انتهى . وفيه مما لا يجوز إطلاقه في شرعنا إضافة - الابن في قوله : ابني بكري ، وهو مؤوّل بأنه يكرمه إكرام الولد ، وإطلاق الإله على غير الله سبحانه مراد به الحاكم ، ولا يجوز هذا الإطلاق عندنا .