Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 29-30)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن يسار بن الحكم رضي الله عنه قال : أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزمن العراق ، وكان معطاء كريماً ، فقسمه بين الناس ، فبلغ ذلك قوماً من العرب ، فقالوا : أنأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنسأله ؟ فوجدوه قد فرغ منه ، فأنزل الله { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } قال : محبوسة { ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً } يلومك الناس { محسوراً } ليس بيدك شيء . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن المنهال بن عمر وقال : بعثت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابنها فقالت : قل له اكسني ثوباً ، فقال : ما عندي شيء ، فقال : ارجع إليه فقل له اكسني قميصك ، فرجع إليه فنزع قميصه فأعطاه إياه . فنزلت { ولا تجعل يدك مغلولة } الآية . وأخرج ابن جرير ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " جاء غلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم فقال : إن أمي تسألك كذا وكذا ؟ فقال : ما عندنا اليوم شيء " قال : فتقول لك اكسني قميصك ، فخلع قميصه فدفع إليه ، فجلس في البيت حاسراً " فأنزل الله { ولا تجعل يدك مغلولة } الآية . وأخرج ابن مردويه ، عن أبي أمامة رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : وضرب بيده ، " أنفقي ما ظهر [ 7 ] كفى " قالت : إذاً لا يبقى شيء . قال ذلك : ثلاث مرات " ، فأنزل الله تعالى : { ولا تجعل يدك مغلولة } الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولا تجعل يدك مغلولة } قال : يعني بذلك البخل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } قال : هذا في النفقة . يقول : لا تجعلها مغلولة ، لا تبسطها بخير { ولا تبسطها كل البسط } يعني التبذير { فتقعد ملوماً } يلوم نفسه على ما فاته من ماله . { محسوراً } ذهب ماله كله . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط } قال نهاه عن السرف والبخل . وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فتقعد ملوماً محسوراً } قال : ملوماً عند الناس محسوراً من المال . وأخرج الطستي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { ملوماً محسوراً } قال مستحياً خجلاً قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر : @ ما فاد من مني يموت جوادهم إلا تركت جوادهم محسوراً @@ وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرفق في المعيشة خير من نض التجارة " . وأخرج ابن عدي والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " " من فقه الرجل أن يصلح معيشته " قال : " وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك " . وأخرج ابن عدي والبيهقي ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فقهك رفقك في معيشتك " . وأخرج البيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإقتصاد في التفقه نصف المعيشة " . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : " ما عال من اقتصد " . وأخرج ابن عدي والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما عال مقتصد قط " . وأخرج البيهقي ، عن عبد الله بن شبيب رضي الله عنه قال : يقال حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الإسراف . وأخرج البيهقي ، عن مطرف رضي الله عنه قال : خير الأمور أوسطها . وأخرج الديلمي ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " التدبير نصف المعيشة ، والتودّد نصف العقل ، والهم نصف الهرم ، وقلة العيال أحد اليسارين " . وأخرج أحمد في الزهد ، عن يونس بن عبيد رضي الله عنه قال : كان يقال : التودّد إلى الناس نصف العقل ، وحسن المسألة نصف العلم ، والاقتصاد في المعيشة يلقي عنك نصف المؤنة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه قال : ثم أخبرنا كيف يصنع بنا فقال : { إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } ثم أخبر عباده أنه لا يرزؤه ولا يؤوده أن لو بسط الرزق عليهم ، ولكن نظراً لهم منه فقال تبارك وتعالى { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير } قال : والعرب إذا كان الخصب وبسط عليهم أسروا وقتل بعضهم بعضاً ! وجاء الفساد وإذا كان السنة شغلوا عن ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } قال : ينظر له ، فإن كان الغنى خيراً له اغناه ، وإن كان الفقر خيراً له أفقره . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } قال : يبسط لهذا مكراً به ، ويقدر لهذا نظراً له . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن زيد قال : كل شيء في القرآن يقدر فمعناه يقلل .