Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 39-40)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ رَبّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى } الباء للقسم وما مصدريةٌ والجواب { لأزَيّنَنَّ لَهُمْ } أي أقسم بإغوائك إيايَ لأزينن لهم المعاصيَ { فِى ٱلأَرْضِ } أي في الدنيا التي هي دارُ الغرور كقوله تعالى : { أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ } [ الأعراف : 176 ] وإقسامُه بعزة الله المفسَّرةِ بسلطانه وقهره لا ينافي إقسامَه بهذا ، فإنه فرْعٌ من فروعها وأثرٌ من آثارها ، فلعله أقسم بهما جميعاً فحُكي تارة قسمُه بهذا وأخرى بذاك ، أو للسببـية ، وقوله : لأزينن ، جوابُ قسمٍ محذوف ، والمعنى بسبب تسبُّبِك لإغوائي أقسم لأفعلن بهم مثلَ ما فعلت بـي من التسبـيب لإغوائهم بتزيـين المعاصي وتسويلِ الأباطيل ، والمعتزلةُ أوّلوا الإغواءَ بالنسبة إلى الغيّ أو التسببب له لأمره إياه بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام ، واعتذروا عن إمهال الله تعالى وتسليطِه له على إغواء بني آدم بأنه تعالى قد علِم منه وممن تبِعه أنهم يموتون على الكفر ويصيرون إلى النار ، أُمهل أم لم يُمهَل ، وأن في إمهاله تعويضاً لمن خالفه لاستحقاق مزيدِ الثواب { وَلأَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } لأحمِلنّهم على الغواية . { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } الذين أخلصتَهم لطاعتك وطهَّرتَهم من الشوائب ، فلا يعملُ فيهم كيدي ، وقرىء بكسر اللام ، أي الذين أخلصوا نفوسَهم لله تعالى .