Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 41-45)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ هَذَا صِرٰطٌ } أي حقٌّ { عَلَىَّ } أن أراعيَه { مُّسْتَقِيم } لا عوجَ فيه ، والإشارةُ إلى ما تضمّنه الاستثناءُ وهو تخلّصُ المخْلَصين من إغوائه ، أو الإخلاصُ على معنى أنه طريقٌ يؤدي إلى الوصول من غير اعوجاج وضلالٍ ، والأظهرُ أن ذلك لِما وقع في عبارة إبليسَ حيث قال : { لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } الآية ، وقرىء على من علو الشرف . { إِنَّ عِبَادِى } وهم المشار إليهم بالمخلَصين { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } تسلطٌ وتصرفٌ بالإغواء { إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } وفيه ، مع كونه تحقيقاً لما قاله اللعين ، تفخيمٌ لشأن المخلَصين وبـيانٌ لمنزلتهم ولانقطاع مخالبِ الإغواء عنهم وأن إغواءَه للغاوين ليس بطريق السلطانِ بل بطريق اتباعِهم له بسوء اختيارِهم . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ } أي موعدُ المتبعين أو الغاوين ، والأولُ أنسبُ وأدخلُ في الزجر عن اتباعه ، وفيه دلالةٌ على أن جهنم مكانُ الوعد وأن الموعودَ مما لا يوصف في الفظاعة { أَجْمَعِينَ } تأكيدٌ للضمير أو حالٌ ، والعامل فيها الموعِدُ إن جعل مصدراً على تقدير المضاف ، أو معنى الإضافة إن جعل اسم مكان . { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } يدخلونها لكثرتهم ، أو سبعُ طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم في الغَواية والمتابعة ، وهي : جهنم ثم لظَى ثم الحُطمة ثم السعير ثم سقرُ ثم الجحيمُ ثم الهاوية { لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ } من الأتباع أو الغواة { جُزْء مَّقْسُومٌ } حزبٌ معينٌ مُفرَزٌ من غيره حسبما يقتضيه استعدادُه ، فأعلاها للموحدين ، والثانية لليهود ، والثالثة للنصارى ، والرابعة للصابئين ، والخامسة للمجوس ، والسادسة للمشركين ، والسابعة للمنافقين . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إن جهنم لمن ادعى الربوبـية ولظى لعبدة النار ، والحُطَمةُ لعبدة الأصنام ، وسقَرُ لليهود ، والسعير للنصارى ، والجحيم للصابئين ، والهاوية للموحّدين ، ولعل حصرها في السبع لانحصار المهلِكات في المحسوسات بالحواس الخمس ومقتضياتِ القوة الشهوية والغضبـية ، وقرىء بضم الزاي وبحذف الهمزة وإلقاءِ حركتها إلى ما قبلها مع تشديدها في الوقف والوصل ، ومنهم حال ، من جزء أو من ضميره في الظرف لا في مقسوم ، لأن الصفة لا تعمل فيما تقدم موصوفَها . { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } من اتباعه في الكفر والفواحش فإن غيرها مكفر { فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ } أي مستقرون فيها خالدين ، لكل واحد منهم جنةٌ وعينٌ ، أو لكل منهم عدةٌ منهما كقوله تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] ، وقرىء بكسر العين حيث وقع في القرآن العظيم .