Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 46-51)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱدْخُلُوهَا } على إرادة القول أمراً من الله تعالى لهم بالدخول ، وقرىء أدخِلوها أمراً منه تعالى للملائكة بإدخالهم ، وقرأ الحسن : أُدخِلوها مبنياً للمفعول على صيغة الماضي من الإدخال { بِسَلامٍ } ملتبسين بسلام أي سالمين أو مسلَّماً عليكم { ءامِنِينَ } من الآفات والزوال . { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } أي حقدٍ كان في الدنيا ، وعن علي رضي الله تعالى عنه : أرجو أن أكونَ أنا وعثمانُ وطلحةُ والزبـيرُ منهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين { إِخْوَانًا } حال من الضمير في قوله تعالى : { فِي جَنَّـٰتِ } ، أو من فاعل ادخلوها ، أو من الضمير في آمنين ، أو الضمير المضاف إليه والعامل فيه معنى الإضافةِ ، وكذلك قوله تعالى : { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } ويجوز كونُهما صفتين لإخواناً أو حالين من ضميره ، لأنه بمعنى متصافِّين ، وكونُ الثاني حالاً من المستكنّ في الأول . وعن مجاهد : تدور بهم الأسرّةُ حيثما داروا فهم متقابلون في جميع أحوالهم . { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } أي تعب بألا يكونَ لهم فيها ما يوجبه من الكدّ في تحصيل ما لا بُدّ لهم منه ، لحصول كل ما يريدونه من غير مزاولةِ عملٍ أصلاً ، أو بأن لا يعتريَهم ذلك وإن باشروا الحركاتِ العنيفة لكمال قوتِهم ، وهو استئنافٌ أو حالٌ بعد حال من الضمير في متقابلين { وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } أبدَ الآباد لأن تمام النعمة بالخلود . { نَبّىء عِبَادِى } وهم الذين عبر عنهم بالمتقين { أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } فذلكةٌ لما سلف من الوعد والوعيد وتقريرٌ له ، وفي ذكر المغفرةِ إشعارٌ بأن ليس المرادُ بالمتقين مَن يتقي جميعَ الذنوب كبـيرَها وصغيرَها ، وفي وصف ذاتِه تعالى بها وبالرحمة على وجه القصر دون التعذيب إيذانٌ بأنهما مما يقتضيهما الذاتُ وأن العذاب إنما يتحقق بما يوجبه من خارج . { وَنَبّئْهُمْ } عطفٌ على نبىءْ عبادي ، والمقصود اعتبارُهم بما جرى على إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام مع أهله من البشرى في تضاعيف الخوفِ ، وبما حل بقوم لوطٍ من العذاب ونجاتِه عليه الصلاة والسلام مع أهله التابعين له في ضمن الخوف ، وتنبـيهُهم بحلول انتقامِه تعالى من المجرمين وعلمُهم بأن عذاب الله هو العذاب الأليم { عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : " أنهم جبريلُ عليه الصلاة والسلام وملكانِ معه " ، وقال محمد بن كعبٍ : " وسبعةٌ معه " ، وقيل : " جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ عليهم الصلاة والسلام " ، وقال الضحاك : " كانوا تسعةً " ، وعن السدي : " كانوا أحدَ عشرَ على صور الغلمان الوِضاءِ وجوهُهم " ، وعن مقاتلٍ : " أنهم كانوا اثنيْ عشَرَ ملَكاً " ، وإنما لم يتعرض لعنوان رسالتِهم لأنهم لم يكونوا مرسَلين إلى إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام بل إلى قوم لوطٍ حسبما يأتي ذكرُه .