Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 6-8)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } سواء كان ذلك بالجزئية منهما أو بالحلولِ فيهما { وَمَا بَيْنَهُمَا } من الموجودات الكائنة في الجو دائماً كالهواء والسحاب أو أكثرياً كالطير ، أي له وحده دون غيرِه لا شِرْكةً ولا استقلالاً كلُّ ما ذكر مُلكاً وتصرفاً وإحياءً وإماتةً وإيجاداً وإعداماً { وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ } أي ما وراءَ التراب ، وذكرُه مع دخوله تحت ما في الأرض لزيادة التقريرِ ، روي عن محمد بن كعب أنه ما تحت الأرضينَ السبعِ ، وعن السدّي أن الثرى هو الصخرةُ التي عليها الأرضُ السابعة . { وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ } بـيانٌ لإحاطة علمِه تعالى بجميع الأشياء إثرَ بـيانِ سعةِ سلطنتِه وشمولِ قدرتِه لجميع الكائنات ، أي وإن تجهَرْ بذكره تعالى ودعائِه فاعلم أنه تعالى غنيٌّ عن جهرك { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى } أي ما أسرَرْته إلى غيرك وشيئاً أخفى من ذلك وهو ما أخطَرْته ببالك من غير أن تتفوّه به أصلاً ، أو ما أسرَرْتَه لنفسك وأخفىٰ منه وهو ما ستُسِرُّه فيما سيأتي ، وتنكيرُه للمبالغة في الخفاء ، وهذا إما نهيٌ عن الجهر كقوله تعالى : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } [ الأعراف : 205 ] وإما ارشادٌ للعباد إلى أن الجهرَ ليس لإسماعه سبحانه بل لغرض آخرَ من تصوير النفسِ بالذكر ، وتثبـيتِه فيها ، ومنْعِها من الاشتغال بغيره ، وقطعِ الوسوسةِ عنها ، وهضمِها بالتضرّع والجُؤار وقوله تعالى : { ٱللَّهِ } خبرُ مبتدأ محذوفٍ ، والجملةُ استئنافٌ مَسوقٌ لبـيان أن ما ذُكر من صفات الكمالِ موصوفُها ذلك المعبودُ بالحق ، أي ذلك المنعوتُ بما ذكر من النعوت الجليلةِ الله عز وجل وقوله تعالى : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } تحقيقٌ للحق وتصريحٌ بما تضمّنه ما قبله من اختصاص الألوهيةِ به سبحانه ، فإن ما أُسند إليه تعالى من خلق جميعِ الموجوداتِ والرحمانيةِ والمالكيةِ للكل والعلمِ الشاملِ مما يقتضيه اقتضاءً بـيناً ، وقوله تعالى : { لَهُ ٱلأَسْمَاء ٱلْحُسْنَىٰ } بـيانٌ لكون ما ذكرَ من الخالقية والرحمانيةِ والمالكيةِ والعالَمية أسماءَه وصفاتِه من غير تعددٍ في ذاته تعالى ، فإنه روي أن المشركين حين سمعوا النبـيَّ عليه الصلاة والسلام يقول : " يا ألله يا رحمٰنُ " قالوا : ينهانا أن نعبُدَ إلٰهينِ وهو يدعو إلٰهاً آخرَ . والحُسنى تأنيثُ الأحسن يوصف به الواحدةُ المؤنثةُ والجمعُ من المذكر والمؤنث كمآربُ أخرى ، وآياتِنا الكبرى .