Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 4-5)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱللاَّئِى يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نّسَائِكُمْ } لِكبرهنَّ وقد قدَّرُوه بستينَ سنة وبخمسٍ وخمسينَ { إِنِ ٱرْتَبْتُمْ } أي شككتُم وجهِلْتُم كيفَ عدّتُهُن { فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـٰثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِى لَمْ يَحِضْنَ } بعدُ لصغرِهِنَّ أي فعدَّتهنَّ أيضاً كذلكَ فحذفَ ثقةً بدلالةِ ما قبلَهُ عليهِ { وَأُوْلَـٰتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ } أي مُنْتهى عدتِّهِنَّ { أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } سواءً كُنَّ مطلقاتٍ أو مُتوفيًّ عنهُنَّ أزواجُهُنَّ وقد نُسخَ بهِ عمومُ قولِه تعالَى : { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوٰجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا } [ سورة البقرة ، الآية 234 ] لتراخِي نزولِهِ عن ذلكَ لما هُو المشهورُ من قولِ ابنِ مسعودٍ رضيَ الله عنْهُ : من شاءَ باهلتُه أنَّ سورةَ النساءِ القُصْرى نزلتْ بعدَ التي في سورةِ البقرةِ ، وقد صحَّ أن سُبـيعَة بنتَ الحارثَ الأسلميةَ ولدتْ بعدَ وفاةِ زوجِهَا بليالٍ فذكرتْ ذلكَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ لَهَا قدْ حللتِ فتزوَّجِي { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } في شأنِ أحكامِهِ ومراعاةِ حقوقِهَا { يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } أي يُسْهلْ عليهِ أمرَهُ ويوفِّقْهُ للخيرِ . { ذٰلِكَ } إشارةٌ إلى ما ذُكِرَ منَ الأحكامِ ، وما فيهِ من مَعْنَى البُعدِ مع قُرب العهدِ بالمُشارِ إليهِ للإيذانِ ببُعدِ منزلتِهِ في الفضلِ . وإفرادُ الكافِ معَ أن الخطابَ للجمعِ كما يفصحُ عنه قولُه تعالى : { أَمْرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ } لِما أنها لمجردِ الفرقِ بـين الحاضرِ والمنقضِي لا لتعيـينِ خصوصيةِ المخاطبـينَ وقد مرَّ في قولِه تعالَى : { ذٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } [ سورة البقرة ، الآية 232 ] من سورةِ البقرةِ { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } بالمحافظةِ على أحكامِهِ { يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ } فإنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيئاتِ { وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً } بالمضاعفةِ .