Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-15)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنهم فتية آمنوا بربّهم } إيماناً يقيناً علمياً على طريق الاستدلال أو المكاشفة { وزدناهم هدى } أي : هداية موصلة إلى عين اليقين ومقام المشاهدة بالتوفيق . { وربطنا على قلوبهم } قويناها بالصبر على المجاهدة ، وشجعناهم على محاربة الشيطان ومخالفة النفس ، وهجر المألوفات الجسمانية ، واللذات الحسيّة ، والقيام بكلمة التوحيد ، ونفي إلهية الهوى ، وترك عبادة صنم الجسم بين يدي جبّار النفس الأمّارة من غير مبالاة بها حين عاتبتهم على ترك عبادة إله الهوى وصنم البدن ، وأوعدتهم بالفقر والهلاك ، إذ النفس داعية إلى عبادته وموافقته ، وتهيئة أسباب حظوظه مخيفة للقلب من الخوف والموت ، أو جسرناهم على القيام بكلمة التوحيد ، وإظهار الدين القويم والدعوة إلى الحق عند كل جبّار هو دقيانوس وقته كنمروذ وفرعون وأبي جهل وأضرابهم ممن دان بدينهم واستولى عليه النفس الأمّارة فعبد الهوى ، أو ادّعى لطغيانه ، وتمرد أنائيته وعدوانه الربوبية من غير مبالاة عند معاتبته إياهم على ترك عبادة الصنم المجعول كما هو عادة بعضهم أو صنم نفسه ، كما قال فرعون اللعين : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [ القصص ، الآية : 38 ] و { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ النازعات ، الآية : 24 ] . { هؤلاء قومنا } إشارة إلى النفس الأمارة وقواها ، لأن لكل قوم إلهاً تعبده وهو مطلوبها ومرادها ، والنفس تعبد الهوى كقوله : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } [ الجاثية ، الآية : 23 ] ، أو إلى أهل زمان كل من خرج منهم داعياً إلى الله ، إذ كل من عكف على شيء يهواه فقد عبده . { لولا يأتون عليهم } أي : على عبادتهم وإلهيتهم وتأثيرهم ووجودهم { بسلطان بيّن } أي : حجة بيّنة دليل على فساد التقليد وتبكيت بأن إقامة الحجة على إلهية غير الله وتأثيره ووجوده محال ، كما قال : { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } [ النجم ، الآية : 23 ] أي : اسماء بلا مسميات لكونها ليست بشيء .