Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 249-254)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن الله مُبْتَليكم بنهرٍ } هو منهل الطبيعة الجسمانية { فمن شَرِب منه فليس مني } أي : من كرع فيه مفرطاً في الريّ منه . لأنّ أهل الطبيعة وعبدة الشهوات أذلّ وأعجز خلق الله ، لا قوّة لهم بقتال جالوت النفس الأمّارة ، ولا بجالوت عدّو الدين ، إذ لا حمية لهم ولا تشدّد { إلا من اغْتَرف غَرْفة بيده } أي : إلا من اقتنع منه بقدر الضرورة والاحتياج من غير حرص وانهماك فيه { فشَربُوا منه } أي : كرعوا فيه وانهمكوا { إلا قليلاً منهم } إذ المتنزهون عن الأقذار الطبيعية ، المتقدّسون عن ملابسها ، المتجرّدون عن غواشيها قليلون بالنسبة إلى من عداهم . قال الله تعالى : { وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ } [ ص ، الآية : 24 ] ، { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } [ سبأ ، الآية : 13 ] وهم الذين آمنوا معه من أهل اليقين الذين كانوا يعلمون بنور يقينهم أن الغلبة ليست بالكثرة ، بل بالنصرة الإلهية ، فصبروا على ما عاينوا بقوّة يقينهم ، فظفروا .