Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 142-144)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ووَاعَدْنا موسى ثلاثين ليلة } قيل : أمره بصوم ثلاثين فلما أتمّ أنكر خلوف فمه ، فتسوّك فعاتبه الله على ذلك وأمره بزيادة عشر ، وقيل : أمره بأن يتقرب إليه بما تقرّب به في الثلاثين ، وأنزل إليه التوراة في العشر الأخير تتمة الأربعين . فالأول : إشارة إلى أنه خلص عن حجاب الأفعال والصفات والذات في الثلاثين لكن بقي منه بقية ما خلص عن وجودها . واستعمال السواك إشارة إلى ظهور تلك البقية عند قوله : { رب أرِني أنظر إليك } . والثاني : إشارة إلى أنه بلغ الشهود الذاتي التام في الثلاثين بالسلوك إلى الله ولم يبق منه بقية ، بل فنى بالكلية . وتمّ في العشر الأخير سلوكه في الله حتى رزق البقاء بالله بعد الفناء بالإفاقة ، وعلى هذا ينبغي أن يكون قوله : { رب أرني أنظر إليك } كان قد صدر عنه في الثلاثين ، والإفاقة بعدها في تتمة الأربعين . وكلمة ربه ، التكليم في مقام تجلي الصفات ، وقوله : { رب أرني أنظر إليك } بدر عن إفراط شوق منه إلى شهود الذات في مقام فناء الصفات مع وجود البقية . و { لن تراني } إشارة إلى استحالة الإثنينية وبقاء الأنية في مقام المشاهدة كقوله : @ إذا تغيّبت بدا وإن بدا غيّبني @@ وقوله : رأيت ربي بعين ربّي { ولكن أنظر إلى الجبل } أي : جبل وجودك { فإنْ استقرّ مكانه } أمكنت رؤيتك إياي ، وذلك من باب التعليق بالمحال { جعله دكّاً } أي : متلاشياً لا وجود له أصلاً { وخرّ موسى } عن درجة الوجود فانياً { فلما أفاق } بالوجود الموهوب الحقاني عند البقاء بعد الفناء { قال سبحانك } أن تكون مرئياً لغيرك ، مدركاً لأبصار الحدثان { تُبْت إليك } عن ذنب البقية { وأنا أوّل المؤمنين } بحسب الرتبة لا بحسب الزمان ، أي : أنا في الصف الأول من صفوف مراتب الأرواح الذي هو مقام أهل الوحدة وذلك مقام الاصطفاء المحض . وقوله : { إني اصطَفَيتك على الناس برسالاتي } هو أول درجة الاستنباء بعد الولاية { فخذ ما آتيتك } بالتمكين { وكن من الشاكرين } بالاستقامة في القيام بحق العبودية ، كما قال النبي عليه السلام : " أوَ لا أكون عبداً شكوراً " .