Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 12-12)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : لجنبه : متعلق بحال محذوفة ، أي : مضطجعاً لجنبه ، وكأن مخففة . يقول الحق جل جلاله : { وإذا مسَّ الإنسان الضُّرُّ } في بدنه أو ماله أو أحبابه ، { دعانا } لإزالته مخلصاً فيه ، وتضرع إلينا حال كونه مضطجعاً { لجَنْبِه أو قاعداً أو قائماً } ، وفائدة الترديد تقسم الدعاء لجميع الأحوال أو لأصناف المضار ، { فلما كشفنا عنه ضُرَّه مرَّ } أي : مضى على طريقه واستمر على كفره ، ولم يشكر الله على دفعه ، أو مرَّ عن موقف الدعاء ، ولم يرجع إليه . { كأن لم يَدْعُنَا } أي : كأنه لم يدعنا { إلى } كشف { ضُرّ مسَّهُ } قط : { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } [ الزمر : 8 ] { كذلك زُيّنَ للمسرفين } أي : مثل هذا التزيين زين للمسرفين { ما كانوا يعلمون } من الانهماك في الشهوات ، والإعراض عن شكر المنعم عند المسرات وذهاب العاهات . وفي الآية تهديد لمن تشبه بهذه الحالة ، بل الواجب على العبد دوام التجائه إلى ربه ، والشكر له عند ظهور إجابته وإسدال عافيته . الإشارة : من حسن الأدب السكون تحت مجاري الأقدار ، والتسليم لأحكام الواحد القهار ، " فليس الشأن تُرزق الطلب ، إنما الشأن أن تُرزق حسن الأدب " ، وحسن الأدب : هو الفهم عن الله فإذا شرح صدرك للدعاء ، فادع ولا تكثر ، فإن المدعو قريب ، ليس بغافل فيُنبه ، ولا ببعيد فتنادي عليه ، فإذا دعوته وأجابك فاشكره ، وإن أخَّر عنك الإجابة فاصبر فقد ضمن الإجابة فيما يريد ، لا فيما تريد ، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد . والله تعالى أعلم . ثم هدد من أساء الأدب ، فقال : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ } .