Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 20-20)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يقول الحق جل جلاله : } { ويقولون } يقول الكفار : { لولا } هلا { أُنزلَ عليه آيةٌ } ظاهرة { من ربه } تدل على صدقه ، يعاينُها الناس كلها ، فتلجئهم إلى الإيمان به ، وهذا الأمر على هذا الوجه لم يكن لنبي قط ، إنما كانت الآية تظهر معرّضة للنظر ، فيهتدي بها قوم ، ويكفر بها آخرون ، { فقلْ } لهم : { إنما } علم { الغيب لله } مختص به ، فلم أَطََّلع عليه حتى أعلم وقت نزولها ، ولعله علم ما في نزولها من الضرر لكم فصرفها عنكم ، { فانتظروا } نزول ما اقترحتموه ، { إني معكم من المنتظرين } لذلك ، وهذا وعد قد صدقه الله بنصرته عليه الصلاة والسلام وأخذهم ببدر وغيره ، أو من المنتظرين لما يفعل الله بكم لعنادكم وجحودكم الآيات . الإشارة : ما زالت العامة تطلب من مشايخ التربية الكرامات ، فجوابهم ما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل إنما الغيب لله } فانتظروا ما يظهر على أيديهم من الهداية والإرشاد ، وإحياء البلاد والعباد بذكر الله ، وهذا أعظم الكرامة ، فإن إخراج الناس عن عوائدهم وعن دنياهم خارق للعادة ، سيما في هذا الزمان الذي احتوت فيه الدنيا على القلوب ، فلا ترى عالماً ولا صالحاً ولا منتسباً إلا وهو مغروق في بحر ظلماتها ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . ثم ذكر جزئيات من الآيات لمن فهم واعتبر ، فقال : { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ } .