Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 64-68)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : " آية " : نصبت على الحال ، والعامل فيها : معنى الإشارة . ولكم : حال منها ، تقدمت عليها لتنكيرها . ومن خزي يومئذٍ حذف المعطوف ، أي : ونجيناهم من خزي يومئذٍ ، ومن قرأ بكسر الميم أعربه ، ومن قرأ بالفتح بناه لاكتساب المضاف البناء من المضاف إليه . قاله البيضاوي . وقال في الألفية : @ وابْن ، أَو اعربْ ما كَإِذْ قَدْ أُجرِيا واختَرْ بنَا متَلُو فعْل بُنيا وقَبل فعْل معرب أو مُبْتَدأ أعربْ ، ومنْ بَنَى فَلَنْ يُفنَّدا @@ وثمود : اسم قبيلة ، يصح فيه الصرف باعتبار الحي أو الأب الأكبر ، وعدمه باعتبار القبيلة . وقد جاء بالوجهين في هذه الآية . يقول الحق جل جلاله : قال صالح لقومه بعد ظهور آية الناقة ، وقد تقدم في الأعراف قصتها : { هذه ناقةُ الله لكم آيةً } تدل على صدقي ، { فذرُوها تأكل في أرض الله } أي : ترعى نباتها وتشرب ماءها ، { ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذابٌ قريب } : عاجل ، لا يتأخر عن مسكم لها بالسوء إلا ثلاثة أيام . { فعقروها } وقسموا لحمها { فقال } لهم : { تمتعوا } : عيشوا { في داركم } منازلكم { ثلاثة ايام } الأربعاء والخميس والجمعة . وقيل : عقروها يوم الأربعاء ، وتأخروا الخميس والجمعة والسبت ، وهلكوا يوم الأحد . { ذلك وعدٌ غيرُ مكذوب } فيه " ، بل هو حق . { فلما جاء أمرْنا } : عذابنا ، أو أمرنا بهلاكهم ، { نجينا صالحاً والذين آمنوا معه } ، قيل : كانوا ألفين وثمانمائة رجل وامرأة . وقيل أربعة آلاف ، وقال كعب : كان قوم صالح أربعة عشر ألفاً ، سوى النساء والذرية ، ولقد كان قوم عاد مثلهم ست مرات . انظر القرطبي . قلت : وقول كعب : كان قوم صالح … الخ ، لعله يعني الجميع : من آمن ومن لم يؤمن ، فآمن ألفان وثمانمائة ، وهلك الباقي . وكذا هود ، أسلم أربعة آلاف ، وهلك الباقي . قال تعالى : فنجينا { صالحاً } ومن معه { برحمة منا } ونجيناهم { من خِزْي يؤمئذٍ } وهو : هلاكهم بالصيحة ، أو من هوان يوم القيامة ، { إن ربك هو القوي العزيز } القادر على كل شيء ، الغالب عليه ، { وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ فأصبحوا في ديارهم جاثمين } باركين على ركبهم ميتين ، { كأن لم يغنوا } : يعيشوا ، أو يقيموا { فيها } ساعة ، { ألا إن ثمودَ كفروا ربهم } جحدوه ، { أَلا بُعْداً لثمود } هلاكاً وسحقاً لهم . الإشارة : ما رأينا أحداً ربح من ولي وهو يطلب منه إظهار الكرامة ، بل إذا أراد الله أن يوصل عبداً إليه كشف له عن سر خصوصيته ، بلا توقف على كرامة . وقد يظهرها الله له بلا طلب تأييداً له ، وزيادةً في إيقانه ، فإن طلب الكرامة ، وظهرت له ، ثم أعرض عنه ، فلا أحد أبعدُ منه . قال تعالى ، في حق من رأى المعجزة ثم أعرض : { ألا بعداً لثمود } . وبالله التوفيق . ثم ذكر قصة لوط ، مع ما تقدمها من بشارة إبراهيم عليه السلام ، فقال : { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ } .