Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 87-87)
Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قلت : " تأمرك أن نترك " : على حذف مضاف ، أي : تأمرك بتكليف أن نترك لأن الرجل لا يُؤمر بفعل غيره . وأن نفعل : عطف على ما أي : أو نترك فعلنا في أموالنا ما نشاء . يقول الحق جل جلاله : { قالوا يا شعيب أصلواتك } التي تُكثر منها هي التي { تأمرك } أن تأمرنا { أن نترك ما يعبد آباؤنا } من الأصنام ، وندخل معك في دينك المحدث ، أجابوا به ما أمرهم به من التوحيد بقوله : { ما لكم من إله غيره } ، على وجه التهكم والاستهزاء بصلواته . وكان كثير الصلاة ، ولذلك جمعوها وخصوها بالذكر . وقرأ الأخوان وحفص بالإفراد المراد به الجنس . ثم أجابوه عن نهيهم عن التطفيف وأمرهم بالإيفاء ، فقالوا : { أو } نترك { أن نفعل في أموالنا ما نشاء } من البخس وغيره ؟ وقيل : كانوا يقطعون الدراهم والدنانير ، فناهم عن ذلك … { إنك لأنت الحليم الرشيد } ، تهكموا به وقصدوا وصفه بضده ، من خفة العقل والسفه لأن العاقل عندهم هو الحريص على جمع الدنيا وتوفيرها ، وهو الحمق عند العقلاء ، أو إنك موسوم بالحلم والرشد فلا ينبغي لك أن تنهانا عن تنمية أموالنا والتصرف فيها . والله تعالى أعلم . الإشارة : الإنكار على من أمر بالخروج عن العوائد والتقلل من الدنيا من طبع أهل الكفر والجهل ، وكذلك رميه بالحمق والسفه . فلا تجد الناس اليوم يعظمون إلا من أقرهم على توفير دنياهم ورئاستهم . والتكاثر منها ، وأما من زهدهم فيها وأمرهم بالقناعة ، فإنهم يرفضونه ، ويحمقونه . وهذا طبع من طبع الأمم الخالية ، الجاهلة بالله ، وبما أمر به ، وفي الحديث : " لَتَتبعُنَّ سَننَ مَن قَبلِكُم شِبراً بِشبر ، وذرَاعاً بِذرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلْوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخَلتُمُوه " وبالله التوفيق . ثم ذكر موعظة شعيب لقومه ، فقال : { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } .