Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 78-79)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : " إن " مخففة ، واللام فارقة . يقول الحق جل جلاله : { وإن كان أصحابُ الأيكة لظالمين } ، وهم قوم شعيب ، كانوا يسكنون غيضة . وهي الأيكة . والأيكة : الشجر الملتف ، قيل : كانت من الدوح ، وقيل : من السدر ، فكانوا يسكنون فيها ، ويرتفقون بها معايشهم ، فبعث الله لهم شعيباً عليه السلام ، فكفروا به ، فسلط الله عليهم الحر سبعة أيام ، ثم رأوا سحابة فخرجوا فاستظلوا تحتها ، فاضطرمت عليهم ناراً فاحترقوا . قال تعالى : { فانتقمنا منهم } بالهلاك بالحر ، { وإنهما } يعني : سدوم مدينة قوم لوط ، والأيكة قرية شعيب . وقيل : الأيكة ومدين لأن شعيباً عليه السلام كان مبعوثاً إليهما ، وكان ذكر أحدهما مغن عن الآخر ، { لَبإمامٍ مبينٍ } : لبطريق واضح يسلك منه إلى الشام ، فيعتبر كل من وقف بآثارهم . والإمام : ما يؤتم به ، ويوصل إلى المقصود من طريق أو غيره . وقيل : { وإنهما } أي : لوط وشعيب ، على طريق من الشرع واضح . والله تعالى أعلم . الإشارة : ما أهلكَ اللهُ قَوماً إلا كانوا عبرة لمن بعدهم ، فالعاقل يبحث عن سبب هلاكهم ، فيعمل جهده في التحرز منه ، والغافل منهمك في غفلته ، لا يلقى لذلك بالاً ، حتى يأتيه ما يوعد . وبالله التوفيق . ثمَّ ذكر قصة صالح عليه السلام