Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 34-34)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : { إذ } ظرف للماضي ، ضد إذا ، وهي معمولة لفعل مقدر ، يفسره قوله تعالى : { وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ } [ الأعرَاف : 86 ] ، فحيثما وردت في القرآن فيقدر له " اذكر " ، والاستثناء متصل إذا قلنا إبليس من الملائكة ، ومنقطع إذا قلنا من الجن . والله تعالى أعلم . يقول الحقّ جلّ جلاله : واذكر { إِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ } ، لام تبينت فضيلة ، آدم أمرهم بالسجود ، فقال لهم : { اسْجُدُوا لآدَمَ } سجود انحناء ، { فَسَجَدُوا } كلهم ، لأنهم شهدوا الجمع ولم يشهدوا الفرق ، فرأوا آدم قِبْلَةً ، أو نوراً من أنوار عظمته ، { إلاَّ إِبْليسَ } أي : امتنع حيث نظر الفرق بحكمة الواحد القهار ، فاستبكر { وكان } من جملة { الْكَافِرِينَ } . وكفره باعتراضه على الله وتسفيه حكمه ، لا بامتناعه إذ مجرد المعصية لا تكفر . والله تعالى أعلم . الإشارة : إذا كمل تصفية الروح ، وظهر شرفها ، خضع لها كل شيء ، وتواضع لها كل شيء ، وانقاد لأمرها من سبقت له العناية ، وهبت عليه ريح الهداية ، لأنها صارت آدم الأكبر ، إلا من إبلسته المشيئة ، وطردته القدرة ، فاستبكر عن تحكيم جنسه على نفسه ، وكان من الكافرين لوجود الخصوصية ، جزاؤه حرمان شهود طلعة الربوبية ، وهبوطه إلى حضيض العمومية .